الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الدعوية @ 2 – حقوق الإنسان في الإسلام


معلومات
تاريخ الإضافة: 18/8/1429
عدد القراء: 1123
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

- أيها المسلمون : تتنادى كثير من المؤسسات الغربية بما يُسمى : حقوق الإنسان ، وتتخذ منها وسائل للضغط على الدول.

- ومنذ أكثر من خمسين عاماً والغرب يضع وثائق في حقوق الإنسان ، يطوِّرها وينقِّحها ويفعِّلها.

- وقد سبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع أول وثيقة للحقوق ، مكونة من سبعة وأربعين بنداً ، تنظم حياة المسلمين فيما بينهم ومع غيرهم.

- إن نظام توزيع الحقوق في التصور الإسلامي يتضمن أربعة حقوق :

- الأول : حق الله تعالى : بضرورة عبادته والأخذ بشريعته، وهذا الحق الرباني تنكَّرت له وثائق حقوق الإنسان الغربية.

- الثاني : حق للإنسان تجاه نفسه : بحفظها والتمتع بالطيبات ونحوها، وهذا الحق توسع فيه الغرب إلى أبعد حدٍّ ممكن.

- الثالث : حق الإنسان تجاه أخيه الإنسان : بحفظ حقوقه وحسن معاملته ، وهذا توسع فيه الغرب إلى حدٍّ ما.

- الرابع : حق البيئة : بحفظها وتنميتها وتسخيرها ، وهذا قد فرَّط فيه الغرب كأبشع ما يكون ، رغم كذبهم في المحافظة عليها.

- أيها المسلمون : إن نظام الحقوق في الإسلام له مميزات يتفرد بها عن نظم الحقوق في المواثيق الغربية وهي:

- الربانية : بمعنى أنها حقوق منزلة من عند الله تعالى، ملزمة للناس جميعاً .

- الثبات : فلا يطرأ عليها التغيير ولا التبديل ، تستمد ثباتها من علم الله تعالى بالمستقبل ، وما يُصْلِح الإنسان في دينه ودنياه.

- العدالة : فهي تستمد عدالتها من العدل الإلهى ، الذي حرم الظلم على نفسه ، وجعله محرماً بين الناس.

- الكمال : أي لا نقص فيها ، قد شملت كلياتُها كلَّ الجزئيات والمستجدات إلى قيام الساعة .

- أيها المسلمون : لعل في استعراض بعض هذه الحقوق التي أقرَّها نظام الإسلام : إظهاراً للصورة الحقيقية التي عليها هذا الدين في نظام حقوق الإنسان.

- في حق الإنسان في الكرامة : يقول الله تعالى : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ".

- في حقه في العدل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ".

- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء».

- في حقه في الحياة : " وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ".

- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام».

- في حقه في حرية الاعتقاد : " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ".

- " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" .  

- في حقه في المساواة : « لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ».

- « لو أن فاطمةَ بنتَ محمد سرقت لقطعت يدها ».

- « كلكم لآدم وآدم من تراب ».

- في حقه في الملكية : " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ".

- " وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ".

- في حق العامل على الدولة : « من كان لنا عاملاً فليكتسب زوجة ، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادماً، فإن لم يكن له سكن فليكتسب مسكناً ».

- في حق الفقير على الدولة : « أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك دَيْناً أو ضَيْعَة فعليَّ».

- في حق الإنسان في السفر والتنقل : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ".

- في حقه في اللجوء السياسي : " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ".

- « أَجَرْنا من أَجَرْتِ يا أمَّ هانئ ».

- في حق الإنسان في الخطأ : « إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ».

- في حق المرأة : " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ".

- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « لا تزوج البِكر حتى تُستأذنَ، ولا تزوج الثيب حتى تُستأمر ».

- ويقول: « أُمَّك ، ثم أمَّك ، ثم أمَّك ، ثم أباك».

- في حــق الطفــل : " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ".

- في حق الذمي : « ألا من ظلم معاهداً ، أو انتقصه ، أو كلَّفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس : فأنا حجيجُهُ يوم القيامة ».

- أيها المسلمون : ماذا يريد دعاة حقوق الإنسان في الغرب بعد هذه النصوص الشرعية الملزمة للمسلمين اعتقاداً وعملاً ؟ .

- إنها الدستور الحق للحياة الكريمة العزيزة، ولكن أين المجتمع الإسلامي الذي يعبِّر عن هذه الحقوق بصورة صحيحة ، ويطبقها في واقع الحياة لتكون أنموذجاً لطلاَّب الحق في هذا العالم التائه الحائر ؟

* * *

- أيها المسلمون : لقد حقَّق الغربيون شوطاً كبيراً في تطبيق كثير من الحقوق التي نادوا بها ، وسبقوا المسلمين المعاصرين في هذا الميدان.

- لكنهم مع هذا أغفلوا حقوقاً كثيرة : حق الوالدين ، حق الرحم والقرابات، حقوق الشعوب الأخرى في الحياة ، لاسيما الشعوب التي تعيش في العالم الثالث.

- وأعظم شيء أغفلوه هو حق الله تعالى في التوحيد والعبادة والشريعة، فلا يصلح أن يكون الغربيون أنموذجاً لتطبيق حقوق الإنسان.

- إن نظام الإسلام في مسألة الحقوق لا ينطلق في تحقيقها من خلال دفع الناس للمطالبة بها ، بل إنه يدفع الناس ويُلزمهم بالقيام بواجباتهم تجاه بعضهم بعضاً، فإذا قام كلُّ فرد في المجتمع بواجباته : تحقق للآخرين حقوقهم ، وهذا الأسلوب أنجح في تحقيق المقصود من أن يطالب الكل بحقه، وينتظر من الآخرين أن يقوم بحقوقه ، قبل أن يقوم هو تجاههم بواجباته.