الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية العبادية @ 21- الأخلاق في رمضان


معلومات
تاريخ الإضافة: 9/8/1429
عدد القراء: 1098
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

 

-  أيها المسلمون : يولي دينُ الإسلام الأخلاق الفاضلة المقام الأعلى ، والمكانة الأسمى ، فلا شيء يوازيها بعد الإيمان .

-  وقد جاءت الأخلاق في القرآن الكريم مقرونة بالإيمان ، كما قال تعالى : " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" .

-  ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل الأخلاق الحسنة : « أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلُقاً » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا : « إن الرجل ليدركُ بحسن خلُقه درجات قائم الليل، صائم النهار » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من حسن الخلُق » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « إن من أحبِّكم إليَّ : أحسنكم أخلاقاً » .

- ويقول صلى الله عليه وسلم : « ليس شيء أثقلُ في الميزان من الخلق الحسن » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « البرُّ حسن الخلق » .

- ويقول صلى الله عليه وسلم : « خياركم أحاسنكم أخلاقاً » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « خير  الناس  أحسنهم خلقاً » .

- ويقول صلى الله عليه وسلم : « إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سَفْسَافها » .

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

-  ويقول صلى الله عليه وسلم : « من سعادة ابن آدم حسنُ الخلق ».

-  أيها المسلمون : إن الناظر في هذه النصوص ليدرك مكانة الأخلاق الحسنة في هذا الدين ، وعلو شأنها ، وارتفاع مقامها .

-  لقد ارتبطت الأخلاق بهذا الدين ارتباط الروح بالجسد ، وتشعَّبت في كلِّ جنباته ، فما من حكم أو أمر إلا والخلق الحسن زينته .

-  ولئن كانت العقيدة هي صورة الإنسان الباطنة : فإن الأخلاق هي صورته الظاهرة .

-  فما من عمل يقوم به المسلم إلا وللخلق الحسن نصيب فيه .

- " وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا " .

-  " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ " .

- " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا " .

-  ط وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" .

- " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَــاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ   لِّلصَّـابِرينَ" .

-  ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن الله كتب الإحسان على كلِّ شيء, فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ».

-  ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً : « مكارم الأخلاق عند الله ثلاثة : تعفو عمن ظلمك ، وتُعطي من حرمك ، وتصل من قطعك » .

-  وهكذا - أيها المسلمون- نجد الأخلاق قد شَمِلت كلَّ سلوك الإنسان المسلم ، وتشعَّبت في جميع الأحكام والأوامر الشرعية .

-  وتتأكَّد الممارسة الأخلاقية في الأوقات الفاضلة كرمضان ، وفي الأماكن المقدسة كمكة المكرمة والمدينة المنورة.

-  وتتأكَّد في مقابل ذلك حرمة الانتهاكات الخلقية في الأوقات الفاضلة ، وفي الأماكن المقدسة .

-  وإنك لتتعجَّب من فئات في المجتمع ، لا تقدِّر حرمة مكان ، ولا تعرف حرمة زمان ، قد أظلمت قلوبهم ، وعميت أبصارهم .

-  ينطلقون في المجتمع بالفساد ، ينتهكون الأعراض ، ويتجرَّأون على المحرمات، لا يستحيون من الله ولا من الناس .

-  لا يصومون ولا يصلون ، ولا يغتسلون ولا يتطهَّرون ، كأنهم الشياطين في أخلاقهم ، والمردة في سلوكهم .

-  لا يتأثرون بموعظة ، ولا يتأدَّبون لحرمة ، لا تؤثر فيهم الحوادث ، ولا تهزهم الكوارث ، وكأن قلوبهم الحجارة .

-  لولا فضل الله ، ثم عصا السلطان ، وسيفه المشهور في وجوههم لبغوا على الناس في شوارعهم وبيوتهم وأعراضهم .

-  ولهذا فإن السلطان من نعم الله على المجتمع المسلم ، يقيم الحدود على الجناة ، و يؤدِّب العُصَاة ، ويُرهب الأعداء .

-  وصدق عثمان بن عفان رضي الله عنه حين يقول : « من يزعُ السلطانُ أكثرَ ممن يزعُ القرآن » ، يعني من يكفُّه السلطان عن المعاصي والمنكرات أكثر ممن يكفُّهم القرآن عن ذلك .

-  اللهم قوِّ سلطان الحق على الباطل ، وسلِّط سيف العدل على البغاة والجناة ، وتب يا ربنا على من تاب .

* * *

-  أيها المسلمون : ولئن ساغ لبعض الناس أن يهمل الأخلاق في سائر أشهر عامه : فإن هذا لا يسوغ أبداً في رمضان .

-  فإن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول عن ارتباط الأخلاق بالصيام : « من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ».

-  ويقول صلى الله عليه وسلم  أيضاً : « ليس الصيام عن الأكل والشراب, وإنما الصيام عن اللغو والرفث » .

- وقال صلى الله عليه وسلم : « ربَّ صائم حظُّه من صيامه الجوع والعطش » .

-  فإذا كان الصائم الذي  لا يلتزم الأخلاق قد ضاع أجره ، فكيف بالمفطر في رمضان ، المنتهك للحرمات والموبقات في هذا الشهر العظيم؟

- إن العاقل ليتعجَّب من أناس نشأوا في أحيائنا, وتعلَّموا في مدارسنا, ثم هم بعد ذلك يتجرَّأون على الحرمات, وينتهكون الأعراض.

-  أين أثر الأسرة التربوي ؟ أين دور المدرسة التعليمي ؟ لماذا لم تؤثر فيهم مناهج التربية الإسلامية  على كثرتها ؟ أين الخلل في حياتنا ؟