الصفحة الرئيسة @ الإستشارات @ @ هل أعود لزوجي ؟


معلومات
تاريخ الإضافة: 18/8/1430
عدد القراء: 1425
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق
 هل أعود لزوجي ؟
 الاسم: أبو عبد الله
 الدولة: السعوديّة
السلام عليكم ,
عرضت عليّ إحدى الأخوات الكريمات قضية ومعاناة تمر بها وطلبت مني المشورة , ولأنها قضية كبيرة تحتاج إلى أهل الخبرة والتجربة والرأي أحببت أن أعرضها عليكم لأستفيد من آرائكم .
1- تبلغ المرأة من العمر 24 سنة , متوفى والدها .
2- تزوجت قبل أربع سنين من قريب لها يكبرها بـ 12 سنة كزوجة ثانية,وقد كانت تحبه من صغرها , وهو متزوج من امرأة أخرى تكبره بثلاث سنين , و أنجب منها طفلة أنابيب مريضة.
3- تشتكي هذه المرأة من أنها لا تجد من زوجها العاطفة التي تحتاجها , وأنه يسيء إليها بالكلام أحيانا , وبالضرب أحيانا, حتى ذكرت أن مكوثها عند أهلها أكثر من مكوثها عنده بعدا عن المشاكل, حتى أنه يسافر المدد الطويلة ويتركها وحيدة , بل حتى الاتصال لا يتصل بها إلا نادرا وبعد فترات بعيدة , رغم أنها جميلة,وتتجمل له وتعبر له عن حبها,وتقوم بواجباتها الزوجية نحوه قدر استطاعتها.
4- لم تنجب خلال الأربع سنوات , وبعد الفحوصات تبين أن العيب من الرجل وليس منها , ومع ذلك حاولت عن طريق الأنابيب ثلاث مرات,ودفعت من مالها حبا فيه,لكن هذه المحاولات فشلت .
5- خلال السنوات الماضية طلقها طلقتان وأكملها بالثالثة قبل شهر تقريبا , والقضية عند سماحة المفتي وننتظر صدور فتواه بهذا الشأن خلال الأيام القادمة بإذن الله .
6- بعد طلاقها الطلقة الثالثة سعت هي إلى المحاكم والقضاة,وبذلت جهدا كبيرا في أن تجد لهما مخرجا شرعيا للعودة لبعضهما,أما هو فقد سافر لمصر لإكمال دراساته العليا , ولم يبذل أي جهد في الموضوع , حتى اتصالاتها عليه لا يرد عليها , بل حتى رسائلها التي تتحبب له فيها لم يرد عليها , نعم خلال 38 يوما لم يظهر منه أي رغبة لعودتها إليه , ولم يعبر عن حبه لها وشكره لجهودها,رغم ما بذلته من جهود للعودة إليه , بل إنه أساء إليها في اتصال حصل دون أن تسيء إليه .
7- والدتها وإخوانها يلحون عليها في طلب الطلاق النهائي منه , وأن تتزوج من شاب آخر قريب من سنها لعلها تنجب منه,خصوصا أنها ما زالت صغيرة , مع إعراض زوجها عنها (وعن أهلها منذ القدم حتى أن أكثر إخوانها لم يكونوا راضين بزواجها منه من الأصل) , وقد تقدم لها إلى الآن ستة من الشباب .
8- ومع تقصيره العظيم في حقها إلا أنها تحبه بل تعشقه عشقا , فهي محتارة جدا , فقلبها يود أن تعود إليه إن صدرت فتوى المفتي بذلك ووجد لهما مخرجا شرعيا , وعقلها ومنطقها وواقعها يأمرها بتركه؛لتجد زوجا آخر يلبي لها احتياجاتها النفسية والعاطفية والجسدية والاجتماعية, ويعوضها من الحرمان الذي عاشته خلال الأعوام الأربعة الماضية .
فما رأيكم هل تطيع قلبها و تعود إليه مع المعاناة التي ستعيشها معه ؟ أم تطيع عقلها وأهلها و تتزوج غيره لتعيش حياة حقيقية ؟
آمل سرعة الرد وشكرا لكم .

 رد المشرف
بسم الله
هذا النوع من المشكلات يدل بوضوح إلى عمق العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ، وأنه مهما ظهر من توتر بينهما ، أو طلاق فإنه لا تزال هناك أسرار بينهما وجواذب ، تجذب كل واحد منهما إلى الآخر ، قد يعرفانها ، ويعبران عنها ، وقد لا يعرفانها ، ولا يستطيعان التعبير عنها ، إلا أنهما يشعران بأثرها ، وضغطها على أنفسهما ، تلح عليهما – رغم المعاناة والآلام – للإبقاء على الأسرة ، حتى دون أن يكون للأطفال دور في تماسك الأسرة ، كما هو في هذه الحالة ؛ إذ إن كثيراً من البيوت المضطربة تبقى قائمة بسبب وجود الأطفال ، وكثيراً ما يبرر الزوجان رغبتهما في عدم الطلاق بوجود الأطفال ، وخوفهم عليهم ، وهما في الحقيقة رغبا في العودة لبعضهما لدافع عميق في النفس ، يلح عليهما ، ومع ذلك نجد بيوت ليس فيها أطفال ، كحال هذا البيت، بل وفيها ضرّة منافسة ، وزوج عير مبالي ، وشبه معرض عن المرأة ، وعنده مشكلة أيضاً في الإنجاب ، ومع ذلك نجد المرأة حريصة على البقاء عنده ، رغم صغر سنها ، ووجود فرص أخرى لديها للزواج .
إن هذه الحالة من أعجب الحالات الدالة على غرائب العلاقات الزوجية ، وطبيعتها المستترة ، وعمقها الإنساني الفريد .
الذي أنصح به – في حال صدور الفتوى بجواز الرجعة - أن تعود إلى زوجها كمحاولة أخيرة لإيقاظ هذا الزوج المتمرد ، وتعريفه بفضل هذه المرأة عليه ، فإذا استمرت الحياة بينهما فهذا خير ، وإلا طاوعت أهلها في الانفصال ، لعل الله أن يبدلها خيراً منه .
والله الموفق