الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الاقتصادية للفتاة @ 27- أثر عمل المرأة على تماسك الأسرة


معلومات
تاريخ الإضافة: 3/7/1432
عدد القراء: 2083
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

لما كانت التأثيرات الإيجابية والسلبية متبادلة بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية ؛ فإن أشدَّ التأثيرات السلبية للتنمية الاقتصادية في مجال الحياة الاجتماعية المعاصرة هو بروز الفتيات والنساء للعمل دون ضوابط، وقيامهن بأدوار اقتصادية تشبه أدوار الرجال ، مما أثر بالتالي في نظام الأسرة العضوية ، وقوة تماسكها ، ونمط تفاعلها .

إن ما يحدث اليوم من آثار تفاعلات التنمية والتحضر في كثير من الدول النامية يشبه إلى حد كبير ما حدث في العالم الغربي زمن الثورة الصناعية، وما رافقها من تحولات شاملة لنمط الحياة الاجتماعية، مع ما أحدثته هذه الثورة من تطور نوعي في نظام التصنيع ، وحجم الإنتاج.

إن ما منيت به الحياة الأسرية المعاصرة من جراء خروج النساء للعمل دون ضوابط لم يستهدف تماسك الأسرة وترابطها العائلي فحسب ؛ بل استهدف – في كثير من الحالات – قيام الأسرة من أساس الأمر ، حين تتعارض – بصورة كلية – مهام الوظيفة المهنية مع متطلبات الحياة الزوجية ، في حين كان قرار الزواج بالنسبة للفتاة العاملة – قبل زمن ليس ببعيد – يصاحبه في العادة قرار بالاستقالة من العمل.

ولعل هذا ما يفسِّر حرص كثير من المنظمات والهيئات الغربية المشبوهة على تمكين المرأة المسلمة من العمل ، رغبة منهم في إحداث التغييرات الاجتماعية التي تُوهن من تماسك الأسرة ، وتضعف بالتالي كيان الأمة الداخلي ؛ ولهذا تشير العديد من الدراسات إلى أن عمل المرأة يقف – في كثير من الحالات – خلف انهدام الأسر وتفككها ، وما يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة على سلوك أبناء الأسر المفككة وأخلاقهم ، في الوقت الذي يتنادى فيه كثير من عقلاء الغرب ، وجمع هائل من نسائهم : بضرورة عودة المرأة الغربية إلى بيتها لتحفظ كيان الأسرة من التصدُّع ، الذي بات ينذر بالخطر الاجتماعي العام، وقد نصَّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م على: ضرورة حماية الأسرة ورعايتها ، باعتبارها اللبنة الأساس للمجتمع الإنساني .

ورغم الاندفاع الملاحظ لدى كثير من الفتيات المسلمات نحو العمل ، وما يقابله من التراخي نحو مبدأ الزواج : فإن الضابط الأسري في التصور الإسلامي لا يسمح – تحت أي مبرر – بأن تقوم النهضة الاقتصادية – مهما يُتوقَّع لها من التفوق – على أنقاض الأسرة المسلمة ، ومبدأ الزواج ؛ فإن أقصى ما يُظنُّ حدوثه من إحجام الفتيات عن العمل هو خلخلة الاقتصاد ، في حين أن أقل ما يمكن أن يحدث بالفعل من جراء إحجامهن عن الزواج وإقامة الأسرة هو هدم الإنسانية .