الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإيمانية @ 22- ضرورة الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به.


معلومات
تاريخ الإضافة: 9/8/1429
عدد القراء: 873
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق


- أيها الإخوة : لقد تقرر عند جميع المسلمين أنه لا فلاح ولا هداية ولا سعادة إلا باتباع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

- فطريقه هو الطريق الوحيد إلى رضوان الله تعالى والجنة ، وصراطه هو الصراط المستقيم إلى الله تعالى.

- فكل البشرية منذ بعثته عليه السلام ، حتى آخر إنسان يُولد في الأرض هو ملزم بالإيمان به واتباعه .

- وكل البشرية في حاجة ملحَّة إلى بعثته عليه الصلاة والسلام ، وهي أعظم لهم من طعامهم وشرابهم ومساكنهم ، والدنيا وما فيها .

- فما قيمة ألف عام يعيشها الإنسان في هذه الدنيا على الكفر ، ثم تكون عاقبته إلى نار جهنم .

- إن خسارة الدنيا شيء مؤلم ، ولكن أعظم منها خسارة الآخرة ، حين يكون الإنسان في عذاب الله تعالى .

" إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ".

- فالدنيا بكل ما فيها متاع زائل هش ، توشك أن تنجلى عن أمر عظيم ، وأما الآخرة فمتاعها دائم  كامل لا ينقطع.

- فكيف يسوغ للعاقل أن يقدم الزائل على الباقي ، والعاجل على الدائم ؟.

- أيها الإخوة : النبي محمد صلى الله عليه وسلم  هو معجزة الله تعالى للناس ، وآية من آياته  العظيمة ، وبرهان من براهين الحق الكبرى .

- فكل آية من الآيات التي نصبها الله تعالى ليعرفه الناس بها تأتي في الدرجة الثانية بعد الآية المحمدية الكبرى .

- فالآيات التي خلقها الله في الكون تدل عليه سبحانه ، كالشمس والقمر والحيوان والنبات ،  وأعظم الآيات على الإطلاق : محمد صلى الله عليه وسلم .

- فهو المثال الكامل للإنسان الكامل ، الذي خلقه الله تعالى وصنعه ، وأعدَّه ، وهيأه كما يريد ويحب سبحانه وتعالى .

- قد يشبهُهُ بعض الناس في صفاته الخَلْقية والجسمية ، ولكن أنَّى لبشر أن يشبهَهُ في كمال خُلُقه وشمائله وسلوكه .

- لقد بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكمال البشري المطلق في شخصه الكريم ، حتى أسرت شخصيته العظيمة المحبين والكارهين .

- حتى قال أحد المهتدين من النصارى وهو الدكتور دوراني : « أخذت أدرس حياة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأيقنت أن من أعظم الآثام أن نتنكَّر لذلك الرجل الرباني ، الذي أقام مملكة لله بين أقوام كانوا من قبل متحاربين ،
لا يحكمهم قانون ، يعبدون الوثن ،  ويقترفون كل الأفعال المشينة
»، إلى أن قال : «أستطيع أن أقول بكل قوة : إنه لا يوجد مسلم جديد واحد
لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
، فهو القدوة الطيبة التي أرسلها الله رحمة لنا ، وحباً بنا » .

- أيها الإخوة : لقد ضعف الإيمان برسول الله في نفوسنا ، حتى أصبح باهت اللون ، لا معالم له ولا تأثير .

- لم تعد - للأسف - شخصيته – عليه الصلاة والسلام - تملك علينا تفكيرنا ومشاعرنا ، كما كانت تملك على الصحابة مشاعرهم وتفكيرهم .

- يعيش أحدهم دهره كلَّه حتى يموت ، لا يعرف عن شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا القليل المتناثر من أخباره وأحاديثه .

- كم هم الذين يعيشون بيننا ، لا يرون في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من رجل صالح محبوب ، وُلد في مكة ، ومات في المدينة .

- لا يقتفي أثره ، ولا يستنُّ بسنته ، ولا يحكِّم شريعته، لا يُميِّزه شيء عن القوم الضالين إلا اسمه في بطاقته .

- وربما اكتفى بعضنا بذكرى مولده ، يرددها كلَّ عام ، دون أن يكون لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثير فاعل في حياته وأخلاقه وسلوكه .

- أيها الإخوة : لنسأل كم هو نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم  من كلامنا وسلوكنا ووقتنا ؟ كم أعطيناه من حياتنا ومن نفوسنا ؟.

- إن المحبَّ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  يتمنى أن يُقَطَّعَ ، ولا يُشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة، فهل يظن الذي تنكَّر لسنته صلى الله عليه وسلم ، وأعرض عن هديه أنه بهذه المنزلة من المحبة؟

- يخطئ من يظن أن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطت مداها في السابق ، ولم يبق ما تقدِّمه هذه الشخصية للأجيال المعاصرة والقادمة .

- إن شخصيته – عليه الصلاة والسلام - بحرٌ زاخرٌ من العطاء العام والشامل،  الذي لا ينضب ولا ينتهي، يرتوي كلُّ جيل من معاني شخصيته – جمالاً وكمالاً - بما يفتح الله به عليهم .

- فما تزال الأجيال المتعاقبة تنظر إلى جديد من معاني شخصيته العظيمة ، يُلهمهم الله بجانب من جوانب الكمال المحمدي الذي خفيَ على غيرهم .

- أيها الإخوة : قد يبرز شخص في جانب من جوانب الشخصية ويتألق ، ولكن من المستحيل أن يبرز في كل الجوانب ، وتكتمل شخصيته من كل وجه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول المرتضى من رب العالمين في كل جوانب شخصيته ،  فأينما جال البصر في شخصيته: وجد الكمال البشري المطلق .

- وصدق الله إذ يقول فيه : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا " .

*   *   *

- أيها الإخوة : إن حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمة وكثيرة ، إلا أنه يمكن أن تُلخَّص في ثلاثة حقوق رئيسة:

- الأول : هو الإيمان الصادق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإجلال مقامه ، وصدقُ محبته، المحبة الراشدة لشخصه الكريم .

- الثاني : التعرف بعمق على شخصيته ودينه، الذي جاء في القرآن والسنة، والعمل به .

- الثالث : نشر رسالته على العالمين ، والدفاع عنها بالنفس والمال ، وتقديمها على كل غالٍ ونفيس .

- هذه حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فلينظر كل منا في نفسه ماذا حقق منها في واقع حياته.