الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ تربية الشباب @ 6ـ جذور الفكر الخارجي وأسبابه


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 1459
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·        لقد تواترت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الأمر بالجماعة، والتحذير من الفرقة والاختلاف.

·        فقد قال الله تعالى: ) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ (.

·        وقال أيضاً: ) فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( .

·   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إن الشيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإيِّاكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد« .

·        وقال أيضاً: » من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد« .

·   ومع كلِّ هذه النصوص الواضحة والمحكمة، وغيرها كثير، الآمرة بالجماعة والتحذير من الفرقة : فإنَّ قضاء الله غالب بافتراق هذه الأمة، ووقوع الاختلاف فيها.

·   وهو نوع من الابتلاء الذي قضاه الله على المؤمنين حيــــــث يقول: ) الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ( .

·        فالابتلاء بالاختلاف والافتراق حاصل في الأمة لا محالة, فيظهر به صدق المؤمنين, وكذب الكاذبين.

·   ولقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفيد افتراق الأمة إلى مللٍ وفِرَقٍ حيث قال: » ألا إن مَنْ قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملَّة, وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين, ثنتان وسبعون في النار, وواحدة في الجنة, وهي الجماعة, وإنه سيخرج من أمتي أقوام تَـجَارى بهم تلك الأهواء, كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه «.

·   وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربَّه فقال: » سألت ربي ثلاثاً, سألته أن لا يُهلك أمتي بالغرق فأعطانيـــــــها, وسألته أن لا يُهلك أمتي بالسَّنة (يعني القحط) فأعطانيها, وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها «.

·   وهذا مصداق قوله تعالى: ) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ (.

·   ولقد ظهرت بالفعل هذه الفرق المتعددة في تاريخ الأمة الإسلامية, وقد لاقت الأمة من تناحرها واختلافها العنت والأذى.

·        ولقد كان أولُ هذه الفرق ظهوراً هي فرقة الخوارج, التي تعتبر أسَّ الضلال, ومبدأ الافتراق.

·   وكان أول ظهورها برجل يُدعى ذو الخويصرة التميمي، حين وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسِّم غنائم حنين، فيعطي المهاجرين ولا يُعطي الأنصار, فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: » اعدل يا رسول الله «, وفي رواية: » إنك تقسم ولا نرى عدلاً « ، وفي رواية: »ما أراك عدلـــت في القسمــة «, وفي رواية: » يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله «.

·   فقال عندها الرسول صلى الله عليه وسلم: » ويلك أو لستُ أحقَ أهل الأرض أن يتقيَ الله« ، ثم ولَّى الرجل فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه : » يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ «, فقال: » لا لعله أن يكون يصلي«, ثم قال: » إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل ثمود«.

·   وبالفعل تكونت جماعة من الخوارج على شاكلة هذا الرجل، فخرجوا زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقاتلهم, ثم استمروا في الخروج بعد ذلك في فترات متقطعة على مدار التاريخ الإســـلامي, وقد رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: » لا يزالون يخرجون حتى يخرجَ آخرهم مع المسيح الدجال «.

·   وخطر الخوارج يكمن في أن فكرهم متجدد لا يكاد ينقرض, وخروجَهم مستمر إلى آخر الزمان, ومن خطورتهم كونهم يرون السيف في فرض أفكارهم، وأنهم يُؤثِّرون في الناس بما يعلنونه من المبادئ والآراء الجميلــة، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: » إن فيكم فرقة يتعبدون، ويدينــــون حتى يُعجبوا الناس وتُعجبُهُم أنفُسُهم، يمرقون من الدين كما يمرق الســــهم من الرمية «.

·   وقد ثبت أن أكثر الفئات تأثراً بهم هم الشباب, ولا سيما من البسطاء, ممن لا عقل عندهم ، ولا تجربة, ولا فقه.

·   وقد رُوي أن رجلاً وُلد له غلام زمن النبي صلى الله عليه وسلم, فدعى له، وأخذ ببشرة جبهته فغمزها ودعا له, فشبَّ الغلام، ونبتت في جبهته- ببركة الرسول صلى الله عليه وسلم- شعرة كهُلبة الفرس, ثم أحبَّ الخوارج, فقيَّده أبوه خشية أن يذهب معهم , وسقطت الشعرة من جهته , ثم تاب الشاب وأناب, وعادت إليه الشعرة إلى جبهته.

·   أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) قُـلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً  * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (.

^   ^   ^

·        أيها المسلمون : هناك جمع من الأسباب التي أدَّت إلى ظهور الفكر المتطرف الخارجي ومن أهمها:

1 الشيطان الذي لا يزال يتربَّص بالإنسان، لإضلاله وغوايته.

2 ظهور المنافق عبد الله بن سبأ (ابن السوداء)، الذي قام بدور كبير في إثارة الفتنة على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

3 وقوع الفتن والاختلاف بين المسلمين زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وما حصل بعد ذلك من القتال بين أهل الشام والعراق.

4 إقصاء الشريعة الإسلامية عن حياة المسلمين في العصر الحديث.

5 إخفاق هذا الجيل في النهوض بالأمة، ومواجهة دول الكفر والضلال.

6 كثرة المفاسد الأخلاقية،  والتناقض في حياة المسلمين.

7 الاضطهاد والعنف مع المتهمين في سجون الطغاة، مما دفع بعضهم نحو التكفير والانتقام.

8 الفراغ والبطالة عند الشباب المتدين.

9 الفهم الخاطئ لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

10 قلة الصبر واليأس من الإصلاح.