11ـ مناهجنا الإسلامية وقضية الإرهاب

·    لقد جاء الإسلام ليخرج الأمة من الظلمات إلى النور, ويبنيها من جديد بمنهجه وأسلوبه وطريقته الربانية الخاصة.

·    ولقد استطاع هذا الدين في فترة قصيرة من عمر الزمن  أن يبني حضارة إنسانية عظيمة من أمَّةٍ عربية متخلِّفة متفرقة ذليلة.

·    لم يستطع العرب قبل البعثة المحمدية أن يخرجوا من تخلُّفهم, أو أن يصنعوا لأنفسهم أو لتاريخهم أو لمستقبلهم شيئاً.

·    لقد استطاع هذا الدين بمنهجه الفريد أن يخرج جيلاً لا مثيل له في التاريخ الإنساني، يرفعهم من أسفل الدركات ، إلى أعلى الدرجات.

·          لقد استطاع هذا الدين أن يصنع من الرجل التافه الحقير إماماً تتحدث عنه الدنيا.

·    لقد استطاع أن يحوِّل العربي الجاهلي من عابد صنم إلى سيد من سادات الدنيا, فينتقل من أسفل سافلين إلى أعلى عليين.

·          إن هذه النقلة الفريدة العجيبة لم تكن لتحصل بغير هذا الدين, بغير هذا المنهج التربوي الفريد المحكم.

·          كما أنه لا يمكن لهذا النجاح وهذا التفوق أن يستمر بغير هذا الدين، وبغير منهجه المبارك.

·          ولقد أثبت الواقع المعاصر أن الأمة حين انحرفت عن دينها: تخبَّطت وتخلفت وانهارت.

·    ثم إن الأمة إن أرادت أن تعود إلى ما كانت عليه من  القوة والتمكين لا تعود أبداً إلى ذلك بغير دينها وشريعتها ومنهجها الرباني .

·          وصــدق من قال : » لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أوَّلُها «.

·          إن هذه الحقائق لا يماري فيها إلا مُبطل بائعٌ لدينه وأمته, خائن لعقيدته وشريعته.

·          إن جمعاً من أبناء جلدتنا ، وممن يتكلَّمون بألسنتنا يزعمون أن صلاحنا وفلاحنا في غير ديننا وشريعتنا.

·          يُوقعون الخور والضعف في صفوف المسلمين, ويهدمون ما بقيَ من معالم دينهم،  وحصون شريعتهم.

·    لقد سعى جمع من هؤلاء بإيعاز من المستعمر لإقناع المسلمين بأن نهضتهم لا تتحقَّق إلا بإعادة بناء سياسة التعليم في بلاد المسلمين على منهج علماني, يفصل بين الدين والحياة، فإن الدين- حسب زعمهم- لا يتوافق مع العلم.

·    ولقد تمكَّن هؤلاء في بعض بلاد المسلمين من العبث بالمناهج, من خلال تجريدها من الصبغة الربانية إلى الصبغة اللادينية.

·          حذفوا جمعاً من الآيات والأحاديث, وشوَّهوا جمعاً من حقائق التاريخ, وعبثوا في كثير من المفاهيم.

·    وها هم اليوم يجدِّدون الهجمة على بلاد المسلمين، ولا سيما على بلاد الحرمين، ولكن هذه المرَّة  بنغمة جديدة، زاعمين أنها تخرج الإرهابيين.

·    ولهذا يُكثرون الضغط على بلاد الحرمين بصفة خاصة، لإعادة النظر في مناهجها الدينية، حيث يعتقدون أنها تصنع الإرهاب.

·    إن الإنسان ليتعجب : هل مناهج بلاد الحرمين الدينية هي المسؤولية عن الإرهاب في العالم ؟ فقد أثبت الواقع أن غالب الدول العربية والإسلامية قد تخلَّت عن تدريس التربية الإسلامية في مدارسها, ومع هذا فقد خرَّجت جمعاً كبيراً من المتطرفين فكرياً وعقائدياً, فهل بلاد الحرمين هي المسؤولة أيضاً عن هؤلاء ؟

·    إن من الحقائق التي لا تقبل الجدل أن التطرف الديني ينبت في بيئات الجهل بالدين ، وليس في بيئات العلم الديني.

·    ثم إن الإرهاب بالمفهوم الغربي موجود في كلِّ بلاد الدنيا ، حتى في أوروبا وأمريكا ، فهل بلاد الحرمين هي أيضاً مسؤولة عنه؟

·    ثم هل الذين قاموا بالتفجيرات في الخبر والرياض من البريطانيين، هل هؤلاء أيضاً تخرَّجوا من بلاد الحرمين ، وعلى مناهجها ؟

·          إنه إلباس الحق بالباطل ، واتهام البرآء بما ليس فيهم.

·          أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (.

^   ^   ^

·    أيها المسلمون : إن غاية هذه الهجمة الصليبية الصهيونية على بلاد المسلمين ولاسيما على بلاد الحرمين هي : تجريد الأمة عن البقية الباقية من دينها، وسرِّ قوتها وتماسكها.

·    لقد أيقن ساسة الغرب أن قوة المسلمين تعني انتزاع الزعامة والقيادة من الغرب إلى المسلمين, فإن المسلمين خُلقوا للقيادة والريادة والسيادة ، وما كانوا أبداً ذيلاً في ركب الحضارة الإنسانية.

·          ولهذا أدرك الغرب أن عدوهم هو الإسلام والمسلمون, ولهذا يحاربونه بلا هوادة.

·    أيها المسلمون : إن واجبنا أمام هذه الهجمة ليس التنازل عن ديننا،  أو حتى عن جزء منه, فهؤلاء الذين تنازلوا عن الشريعة في كثير من الدول العربية ماذا جنوا, وماذا حصدوا؟ وقد حذَّر المولى نبيه صلى الله عليه وسلم من التنـازل للمشركين عن بعض الدين فقال تعالى : ) وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ (.

·    إن واجبنا الصـــبر والتقــوى ، والتعامل بالحكمة فلا يضرنا كيدهم إن نحن صبرنا واتقينا : )  وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا (.

·    أيها المسلمون : إن التنازل عن معلوم من الدين بالضرورة هو تنازل عن الدين بكامله, فشريعتنا لا تقبل التجزئة، وعقيدتنا لا تقبل الشرْكة في التَّوجُّه والتَّلقي.

·    فإذا كانت : الصلاة والحج والحجاب واللحية والجهاد ومناهجنا هي الإرهاب في مفهوم الغرب :  فنحن إرهابيون والحمد لله.