الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإقتصادية والسياسية @ 10ـ قضية الإرهاب الدولي


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 1021
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·          يقف المسلم مشدوهاً أمام الأحداث المتلاحقة, والأحوال المتناقضة لعالم اليوم.

·          يشعر المسلم بأنه يخوض بحراً من العجائب والغرائب, أمواجه من الفتن السوداء ، لا يعرف وجه الحق فيها.

·          فلا تنقضي فتنة حتى يعقبُها ما هو أشدُّ وأعظم.

·    في مثل هذه الظروف الحالكة المتداخلة المتضاربة تتبدل مفاهيم كثير من الناس, وتتزعزع الثوابت الشرعية في نفوسهم.

·    حتى يصبح الحق باطلاً, والباطل حقاً, يصبح الرجل مؤمناً ، ويُمسي كافراً, ويُمسي مؤمناً ، ويُصبح كافراً والعياذ بالله.

·    إن الحقائق الإيمانية والثوابت الشرعية: لابد أن تبقى راسخة في قلوب المسلمين ، لا تزعزعها الفتن ، ولا تغيِّرها تقلبات الزمان.

·          من هذه الحقائق التي لابد أن ترسخ في قلوبنا:

·          أن العالم يفتقر إلى السلام, والسلام لا يتحقق إلا بالإسلام, والإسلام لا يقوم إلا بالمسلمين.

·          الكفار أياً كانوا لا يمكن أن يُقيموا الحق, فهم أهل الباطل ، وفاقد الشيء لا يعطيه.

·          كفار اليوم هم كفار الأمس ، لم تتغير أهدافهم وغاياتهم ،  وإنما تطوَّرت أساليبهم ، وتنوَّعت خططهم.

·    الكفار لا يزالون يقاتلون المسلمين حتى يــردُّوهم عن دينهم: ) وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُــمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُـمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ (.

·    الكفار لا يرضون عن المسـلمين بغير الكفر والارتداد : ) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً  (.

·    الكفار يرغبون في ضلال المسلمين : ) وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ  (, ) وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (.

·    الكفار يُلبسون الحق بالباطل, ويكتمون الحق: )  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ  (.

·    الكفار لا يتحركون إلا فيما يحقق مصالحهم, فقد توافق مصلحة عندهم مصلحة عند المسلمين، فيظنُّ البعض أنهم أهل حق.

·          ولهذا يلاحظ في سياسة الكفار تقلُّب ولائهم, فعدو الأمس صديق اليوم, وصديق اليوم عدوٌ غداً.

·          إن من الثوابت الشرعية والعقائدية : أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه.

·          الأخوة بين المسلم والمسلم لا تنقطع إلا بالكفر البواح الصريح, وأُخوته باقية مادام مسلماً.

·          زوال الدنيا أهون عند الله من سفك دم مسلم بغير حق.

·          المسلم ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً.

·          إن هذه الثوابت لا تتغير ولا تتبدل مع تطاول الزمان، وتقلُّب الأحوال.

^   ^   ^

·          أيها المسلمون : إن من أكثر المصطلحات السياسية المعاصرة غموضاً مصطلح الإرهاب:

·          فإذا قُصد به قتل الكافر المستأمن والمرأة والطفل ، وتحطيم المنشآت فهذا مرفوض في الإسلام.

·    أما إن قصد به إرهاب الكفار المحاربين ، وإرعاب المتربِّصين فهذا حق : ) وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ  (.

·          والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : » نُصرت بالرعب مسيرة شهر «.

·    إن من الإجرام إلصاق تهمة الإرهاب بمعنى ترويع الآمنين المستأمنين بالمسلمين، بحيث تصبح سمة للمسلمين ، وبناء عليها تُنتهك أعراضهم ، وتُسلب حقوقهم.

·    إن في العالم فئات كثيرة من غير المسلمين تحب الإرهاب وتمارسه, وتتعشَّق سفك الدماء ، وإثارة الحروب مثل: اليهود, وفئات في اليابان, والصين, وروسيا, وسيريلانكا, ويوغسلافيا, وأوروبا ، بل وحتى في أمريكا ؛ ففيها عشرات الألوف من الأشخاص من أصل أمريكي يحبون الدمار, ويتمنون زوال أمريكا، وتفكك أوصالها.

·    وهناك فئات أخرى وعصابات مثل : المافيا, وتجار المخدرات، وغيرهم ممن يحققون مصالحهم الخاصة من خلال تدمير البشرية.

·          إن حلَّ مشكلة الإرهاب تبدأ من استئصال أسبابها وليس من معالجة نتائجها.

·    إن القوة والحرب والتدمير ليست حلاً في قمع الإرهابيين, فما زال الإرهاب الدولي  يتزايد مع كل القمع ، دون حلٍ جذري.

·    أيها المسلمون: إن الحياة لم تنته ولن تنته بهذه الحروب ، فقد واجه المسلمون حروباً كثيرة قادها الغرب منذ القديم لاستئصال الإيمان ، ولكن باءت مقاصدهم وجهودهم بالإحباط والإخفاق.

·    إنما يحتاج المسلم اليوم إلى الحكمة في تعامله مع الأحداث ، ليدفع عن نفسه أذى الغرب وسطوتهم, بشرط أن لا تخل هذه الحكمة بالثوابت الشرعية والعقائدية.

·    فإذا لم يجد المسـلم مخرجاً شرعياً من مواجهة الكفار ، واضطر للحرب : فإن الموت في سبيل الله أسمى ما يتمناه المسلم .

·          نسأل الله تعالى أن يردَّ كيد الكفار, وأن يُحقَّ الحق بكلماته إنه سميع مجيب.