الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الإقتصادية والسياسية @ 7ـ خطر الأحزاب السياسية العميلة


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 1342
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·    منذ أن سقطت الدولة العثمانية قبل مائة عام تقريباً ، وأمة الإسلام تعيش حالة من الضياع السياسي ، والتيه الفكري.

·    فقد عمل المستعمر الأوروبي على تجريد الأمة من سرِّ قوتها ، وأعظم أسلحتها ،حين عمل على تجهيلها بدينها ، وفصْلها عن تراثها وتاريخها.

·    وقد نجح المستعمر بالفعل في إخراج أجيال من أبناء المسلمين تنتسب في أسمائها وأنسابها إلى الإسلام, إلا أنها منفصلة عنه في وجدانها وروحها، أجسادهم في بلاد المسلمين ، وعقولهم وأرواحهم في أوروبا .

·    قد تنكَّروا لدينهم وتراثهم, وولَّوا وجوههم تجاه حضارة الغرب، يستلهمون منها الهداية نحو النهضة والحضارة والتقدم.

·    وقد استغل الغرب هذه الحالة من التيه الفكري، والجهالة الإسلامية في غالب أبناء المسلمين، فبثَّ فيهم المذاهبَ الفكرية والاقتصادية والسياسية الضالة، فكانت الاشتراكية ، والرأسمالية ، والقومية، والبعثية ونحوها.

·          وقد استغل الغرب جمعاً من نصارى العرب ومن المنافقين في بثِّ هذه المذاهب الضالة المنحرفة.

·    فتلقَّف جمع من أبناء المسلمين هذه المذاهب الفكرية والسياسية وآمنوا بها, ودعوا إليها, وكوَّنوا منها أحزاباً سياسية تعمل بمبادئها.

·    وظنَّت الشعوب الإسلامية التائهة أن هذه الأحزاب السياسية هي طريقها للخلاص من التخلف والفرقة والضياع فأيَّدتها، وأعطتها ثقتها.

·    حتى إذا تمكَّنت هذه الأحزاب في كثير من بلاد المسلمين ، فإذا بها جحيمٌ لا يطاق ، من الظلم والطغيان والاستبداد ، في أبشع الصور التي يمكن تخيلها.

·    حتى وصل ببعض الشعوب الإسلامية من شدة الظلم والطغيان أن تترحَّم على زمن الاستعمار الأوروبي , فتراه أهون مما هي فيه ، في ظلِّ هذه الأحزاب الظالمة.

·    أيها المسلمون : لقد توجَّهت هذه الأحزاب الظالمة نحو الدين ، الذي هو أعظم ما يملكه المسلم ، فأقصوه عن الحياة ، وأخذت صحفهم الرسمية تستهزئ بهذا الدين علناً, وتتهمه بالقصور والرجعية, حتى بلغ الأمر بإحدى الصحف العربية ، أن كتبت لفظ الجلالة على فرج امرأة عارية دون حياء أو خجل.

·    وأما حفظ نفس المسلم وتعظيم حرمتها فهي أهون شيء عندهم, حتى كان القتل بالتهمة ومجرَّد الشك, وكانت المشانق والمعاقل للعلماء والدعاة.

·    وأما حفظ النسل ، وتنشئة المسلم الصالح: فقد كانت موكلة لبيوت الدعارة والفجور والمراقص ، ووسائل الإعلام المختلفة الفاسدة.

·    حتى غرق الشباب والفتيات في انحرافات أخلاقيــــــــة وسلوكية لا حدَّ لها, وفقدت الأمة زهرة شبابها ورجالها ونسائها.

·    ولا أدلَّ على هذا من هزيمة عام 1967م ، حين استهوى جاسوس يهودي قيادة سلاح الطيران للقيام بحفلة راقصة غانية، يُوزَّع فيها الخمر ، ويُعانق فيها النساء, وتُرتكب فيها الفاحشة ، فكانت صبيحتها الهزيمة النكراء, ركعت فيها الأمة بعد ذلك لليهود.

·    ثم استمرت هذه الأحزاب الظالمة في العبث بمقدَّرات الأمة, وتبديد الثروات, ومحاربة الدين, والفتك بالعلماء والدعاة.

·    يعملون في كلِّ هذا على تنفيذ إرادة أعداء الإسلام من المستعمرين، من اليهود والنصارى, سواء كان ذلك بعلم منهم ، أو بجهل.

·          وقد استغل الأعداء هذه الأحزاب في قمع الشعوب الإسلامية، ونهب ثرواتها ، والمنع من وحدتها وجمع شملها.

·    ثم كان قدر الله الغالب بظهور الصحوة الإسلامية في جميع المستويات، وفي كلِّ الطبقات, وفي كلِّ أنحاء العالم, مما جعل قمعها أمراً صعباً.

·    ولما أخفقت الأحزاب العميلة في قمع الصحوة الإسلامية المتنامية, وتحجيم نفوذها اتخذ الغرب الحاقد ، قرارين خطيرين:

·    الأول: أن يتولى بنفسه قمع هذه الصحوة الإسلامية, فاتخذ فكرة الإرهاب, وافتعل من الأحداث ما يخوِّله للقمع والحرب باسم الشرعية الدولية.

·    وأما الثاني: فهو التخلُّص من عملائه في الأحزاب السياسية المتعثِّرة، التي لم تعد تصلح للفترة القادمة في النظام العالمي الجديد, لا سيما وقد أخفقت في قمع الشعوب الإسلامية والصحوة الإسلامية بصورة كافية يرضى عنها سادة الغرب الحاقد.

·    ومن هنا أحسَّ العملاء في هذه الأحزاب المتهالكة بقرب أجلهم, وزهد ساداتهم فيهم, وانتهاء أدوارهم في الحياة السياسية.

·          فكان لابد والحالة هذه من الدفاع عن النفس, والبقاء على العرش, ولو كلَّف هذا الافتداء بكلِّ الشعب.

·    والكفار حين لا يجدون وسيلة لإزالة عميل انتهت أدواره بالانقلابات السياسية ، أو الدسائس والمؤامرات يلجأون  عادة إلى الحرب المدوِّية.

·    فلا يبالون بالشعوب وآلامها لتحقيق أهدافهم, فهم يصنعون هذه القيادات الزائفة ويلمِّعونها ، ثم هم أيضاً الذين يفضحونها ويُزيلونها, والشعوب المسلمة تدفع الثمن, ثمن صناعة هذا العميل وتلميعه ، وثمن إزالته وحربه.

·          وهذا المصير المحتوم هو مصير كلِِّ عميل خائن لبلاده وشعبه, وانتهت في نظر ساداته أدواره السياسية.

·          وفي الحديث عن ابن مسـعود رضي الله عنه مرفوعاً: » من أعان ظالماً سلَّطه الله عليه «.

·          أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (.

^   ^   ^

·    أيها المسلمون : إن المخرج من هذه الفتن لا يكون إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , إيماناً وعملاً واعتصاماً.

·    ثم بالوحدة الإسلامية, حين يكون إعلان الحرب على دولة من الدول الإسلامية هو إعلان على الجميع، وعندها يعرف الغرب حدوده، ويقف عندها.

·    أيها المسلمون : إن الوحدة الكبرى لا تتحقق في واقع الحياة إلا بعد أن تتحقق الوحدة على مستوى الأفراد والجماعات ، فيشيع الحبُّ بين أفراد الأمة وجماعاتها ، وتظهر بينهم معالم الوحدة.

·          فإذا توحَّدت القلوب : توحدت الدول, واجتمع الشمل.