الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الجهادية @ 12ـ الدافع الإيماني للاستشهاد في سبيل الله


معلومات
تاريخ الإضافة: 6/10/1427
عدد القراء: 1094
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·          اختلف الناس في حكم الجهاد في الإسلام : أهو جهاد للدفاع فقط, أم هو جهاد للطلب للغزو والهجوم ؟

·    والصحيح أن الجهاد في الإسلام جهاد طلب وغزو لإحقاق الحق, وإزهاق الباطل, فإن الجهاد الدفاعي لا يحتاج إلى دليل، فالإنسان يدافع عن نفسه بالفطرة ، بل إن الحيوان يدافع عن نفسه إذا هُوجم واعتديَ عليه.

·    قال الله تعالى: ) قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (.

·    ولئن كان الجهاد في الإسلام للدفاع فقط, فماذا ينتظر المسلمون الذين غُزيت بلادُهم, وضُربت أوطانهم ، فلماذا لا يدافعون عن أنفسهم ؟

·    وقد اتفق العلماء على أن الجهاد يكون فرض عين على الجميع في بلد غزاها الكفار, فإن عَجَزوا لحق الفرضُ من بجوارهم وهكذا، حتى لربما عمَّ الفرض جميع المسلمين.

·    إن المسلم المعاصر ليتعجب: كيف يُغزى المسلم في بلاده ، ويتسلَّط عليه الكافر, ثم لا يدفع عن نفسه، ولا يردُّ عن بلاده.

·    أين الجيوش العربية, والحشود العسكرية, التي بُنيت من قوت الشعوب, أين هذه الجيوش حين يهجم العدو على بلاد المسلمين ؟

·    ألم يكن نداء الحكومات العربية حين بنت جيوشها, إنما أعدتهم لردَّ العدوان, وحماية البلاد, فأين الرد وأين الحماية ؟

·          أيها المسلمون : من يحمي ديار المسلمين إذا لم يحمها رجالها, وقواتها المسلحة.

·          أما يخجل العرب من أنفسهم حين يقف الشاب الأعزل على أرض فلسطين في وجه الدبابة والطائرة والمدفع ؟

·          أما يخجل العرب حين يقف الطفل أمام الدبابة يقذفها بالحجر ؟

·    أما يستحي العرب من امرأة تُصيب سبعين يهودياً في لحظة استشهاد صادقة , في الوقت الذي لم يتضرر اليهود من جيوش العرب وأسلحتهم ؟

·    أيُّ خذلان هذا الذي أصاب المسلمين, أيُّ عار لحق بهم, حين اكتفوا بالتنديد والشجب, والشكوى لمجلس الأمن ؟

·    أيُعقل أن المسلمين وصلوا إلى وقت يستطيع فيه الشاب والطفل والمرأة عمل ما لا تستطيعه القوات المسلحة في بلاد المسلمين ؟

·    أيكون من المنطق العقلي أو الشرعي أن يدفع عن المسلمين من خلقهُنَّ اللهُ ألطف بناناً ، وأطيب ريحاً ، من النساء والفتيات ؟

·    إن الناظر ليهوله: كيف يتحوَّل الجنس الناعم, الجنس اللطيف: إلى قوة جبارة تسحق الظلم, والظالمين وتؤدِّب اليهود المعتدين ؟

·    إن الإنسان ليقف مشدوهاً أمام ظاهرة استشهاد الفتيات في أرض فلسطين, البكر المخدَّرة التي لم تعرف الرجال بعد كيف تجرؤ على أمر عظيم كهذا ؟ إنهن سرُّ الله الذي يضعه في أضعف خلقه: ) وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ (.

·          إنهن قدر الله الغالب الذي ادَّخره الله تعالى ليؤدِّب به اليهود, ويوقظ به العرب والمسلمين.

·          إنهن البأس الشديد, الذي أرسله الله على اليهود يسحقُهم ، ويُذيقُهم أليم عذابه.

·    إن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف وجد هؤلاء الفتيات طريقاً يدفعن به عن أمتهن في الوقت الذي لم يجد فيه أصحاب الرتب العالية, والنياشين الكثيرة ما يدفعون به عن أمتهم ؟

·    لقد ذكَّرنا هؤلاء الفتيات بأم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها, حين خرجت يوم أحد بقربة ماء تسقي الجرحى, فلما كانت الدائرة على المسلمين تناولت سيفاً تدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم, حتى قال عنها: » ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وجدت أم عمارة تقاتل عني «.

·    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (.

^   ^   ^

·    إن أعزَّ شيء على الإنسان نفسه, وإن أخطر قرار يقرره الإنسان هو أن يموت, أن يختار الموت على الحياة، فليس هناك قرار أشد ولا أعظم من قرار الموت.

·    فما الذي يدفع هؤلاء الاستشهاديين نحو الموت, أيُّ قوة وإغراء تدفع المرأة والفتاة البكر نحو قرار الموت في إقبال وإصرار لا مثيل له ؟

·          ما الذي يدفع الأم الحنون إلى أن تشجع ولدها أو ابنتها على الموت في سبيل الله, ثم لا تقبل التعزية فيهم ؟

·    إنها الجنة أيها المسلمون, التي أعدَّ الله فيها مائة درجة للمجاهدين في سبيل الله،  ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.

·          إنه عقد البيع الصالح بين الله وبين المؤمنين: » إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ «.

·    إنها الجنة التي ثبَّتت آسية امرأة فرعون, حين ضربت الأوتاد في أطرافها، فلم يردها ذلك عن دينها ، ) قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ(.

·          إنها الجنة التي ثبتت ماشطة بنات فرعون حتى أُلقيت مع أولادها في قدور الزيت المغلي الساخن.

·          إنها الجنة التي دفعت معاذ بن عفراء رضي الله عنه لأن ينزع درعه من على صدره، ثم يُقاتل حتى قُتل.

·    إنها الجنة التي دفعت أنس بن النضر رضي الله عنه ليُلقي بنفسه بين الأعداء ويقول: » يا سعد هذه الجنة وربِّ أنس، أجد ريحها دون أحد«.

·    إنها الجنة التي دفعت عمرو بن الجموح رضي الله عنه ليخرج بعرجته، وقد عذره الله ، ويدعو يقول يوم أحد: » اللهم لا تردَّني «.

·    إنها الجنة التي دفعت بطل الهجرة عامر بن فهيره رضي الله عنه حين طعنه أحد المشركين, فصاح قائلاً: » فزت ورب الكعبة «.

·    إنها الجنة التي دفعت الرسول صلى الله عليه وسلم ليقول: »أما والله لوددتُ أني غُودرتُ مع أصحابي فحص الجبل« ، يعني عند جبل أحد، يتمنى أنه استشهد مع أصحابه يوم أحد.

·          إنها الجنة أيها المسلمون ، سلعة الله الغالية ، فماذا أعددتم لها  ؟