الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية العبادية @ 16ـ صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم


معلومات
تاريخ الإضافة: 12/9/1427
عدد القراء: 1129
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·    لما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج في السنة العاشرة من الهجرة النبوية: اجتمع خلق كثير من المسلمين ، يريدون الحج معه ، والاقتداء به.

·    خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس من المدينة إلى الميقات بذي الحليفة, ومكث فيها يوماً ينتظر الناس حتى يجتمعوا إليه .

·    وبذي الحليفة اغتسل  الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتطيب وتجرد عن المخيط ، ولبس ثياب إحرامه, ثم ركب ناقته, ثم رفع صوته بالتلبية.

·    وقد أحرم الرسول صلى الله عليه وسلم بالحج والعمرة معاً قارناً بينهما, وقد ساق معه جمعاً من البدن ؛ ليهديها لله تعالى عند البيت.

·    أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفره في ذكر وتلبية وتعظيم لله تعالى, وإعلان التوحيد الخالص له جلَّ وعلا .

·    ولما وصل إلى قرب مكة نزل عند بئر ذي طوى فاغتسل هناك وبات, وفي الصباح دخل مكة من أعلاها ، وكان ذلك في الرابع من ذي الحجة.

·    ولما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام أناخ راحلته ، ودخل المسجد, وتوجه مباشرة نحو الحجر الأسود فاستلمه.

·          ثم بدأ الطواف مسرعاً في الأشواط الثلاثة الأولى ، وقد كشف كتفه الأيمن, ثم غطاه بعد الانتهاء من الطواف.

·          ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم, ثم شرب من ماء زمزم وصبَّ على رأسه, ثم عاد إلى الحجر فاستلمه.

·    ثم توجه نحو الصفا، وصعد عليه، وكبَّر الله ، ودعاه ، وهلَّل متوجهاً نحو الكعبة, ثم نزل وبدأ السعي متوجهاً نحو المروة.

·    وكان عليه الصلاة والسلام كلَّما مرَّ بين الميلين أسرع في المشي وهرول, ولما وصل إلى المروة صعده ، وعمل عليه ما عمل في الصفا.

·    ولما أتمَّ سبعة أشواط كان آخرها المروة: أمر أصحابه ممن لم يسق الهدي أن يتحلل ويجعلها عمرة, يُبطل بذلك أمر الجاهلية، فقد كانوا لايجمعون بين الحج والعمرة، يرون ذلك من أفجر الفجور.

·          فتحلَّل كثير من أصحابه ممن لم يسق الهدي, والرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحلل لكونه قد ساق الهدي.

·          وكان الرسول صلى الله عليه وسلم  يقْصر الصلاة بمكة دون جمع, وكان يقصر معه المسافرون دون أهل مكة.

·    وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ، وهو يوم التروية أمر أصحابه ممن تحلل أن يُحرم بالحج من مكانه, ثم توجَّه بهم إلى منى ضحىً.

·    فمكث في منىً حتى صـباح اليوم التاســع يقصر الصلاة الرباعية ولا يجمعها, فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها.

·    وبعد أن أشرقت الشمس من صباح اليوم التاسع توجه إلى عرفات, وقد صادف يوم عرفات من ذلك العام يوم الجمعة.

·    فنزل بنمرة قبل عرفات, واستظل هناك بقبة ضربت له, ولما زالت الشمس أتى وادي عُرَنَة فخطب الناس خطبته المشهورة.

·          حرَّم فيها الدماء, وثارات الجاهلية, والربا, وأمر بالنساء خيراً, وأمر بالكتاب والسنة, وأشهد الناس على التبليغ.

·    ثم أمر بلالاً فأذن ، ثم أقام فصلى الظهر, ثم أقام فصلى العصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر, ولم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما شيئاً، ولم يكن صائماً.

·    ثم ركب ناقته وتوجَّه نحو الموقف بعرفات, وبقي على ناقته متوجهاً نحو القبلة ، يدعو ويبتهل عند جبل الرحمة، عند الصخرات.

·    وعند الغروب تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم  بسكينة نحو مزدلفة, وعندما وصلها صلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بأذان وإقامتين.

·    ثم نام الرسول صلى الله عليه وسلم  حتى الفجر, فصلاه في أول الوقت, ثم ركب ناقته وأتى المشــــعر الحرام, ثم دعا عنــــده وابتهل إلى الله.

·          ولما ظهر ضوء النهار قبل شروق الشمس توجه إلى منى, وأمر بعض أصحابه أن يلتقط له سبع حصيات.

·          ولما بلغ وادي محسِّر أسرع قليلاً ؛ لأنه الوادي الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل.

·    ولما وصل منى توجه نحو جمرة العقبة الكبرى فرماها بسبع حصيات في وقت الضحى ، يكبِّر مع كلِّ حصاة ، وعندها قطع التلبية.

·    ثم انصرف إلى المنحر فنحر بيده ثلاثاً وستين بدنة, وأكمل عليُّ رضي الله عنه المائة, ثم أمر من كلِّ بدنة بقطعة لحم فطبخت وأكل منها.

·          ثم أمر الحلاَّق فحلق رأسه ، وبدأ بالجانب الأيمن منه, وأعطى شعره للناس.

·    ثم خطب الناس ووضَّح وبيَّن, وكان ما سُئل عن شيء في هذا اليوم قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال »:  افعل ولا حرج « ، تسهيلاً على الناس.

·    ثم ركب ناقته وتوجَّه إلى الحرم ، فطاف بالبيت على ناقته ، ولم يسع, ثم صلى الظهر, وشرب من ماء زمزم ، ثم رجع إلى منى.

·    وفي اليوم الحادي عشر رمى الجمرات الثلاث بعد الزوال, كلَّ جمرة بسبع حصيات, يبدأ بالصغرى يرميها , ويدعو عندها إلا عند العقبة الكبرى، رماها ولم يقف عندها.

·    ثم فعل ذلك في اليوم الثاني عشر، واليوم الثالث عشر, حيث تأخَّر ولم يتعجَّل ، ثم غادر منىً ، ونزل الأبطح بقرب الحجون, ونام هناك، ينتظر أن تفرغ عائشة رضي الله عنها من عمرتها.

·          ثم صلى الفجر بمكة ، وطاف للوداع, وعاد إلى المدينة.

·    أيها المسلمون : هذه حِجَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فاتقوا الله ما استطعتم في الأخذ بها, والحرص على الاقتداء به؛ فقد قال عليه السلام: »خذوا عني مناسكَكُم«.

^   ^   ^

·    أيها المسلمون : من أتى هذه المناسك بإخلاص ، على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من زاد حلال : فليبشر برحمة الله وفضله, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : »من حجَّ لله, فلم يرفث، ولم يفسق: رجع كيومَ ولدتهُ أمُّهُ«.

·    وأما من جاء لغير ذلك رياءً وسمعة, أو جاء للنزهة والتسلية, أو جاء للفتنة أو السرقة: فويل لهم, ولا حول ولا قوة إلا بالله, والله المستعان.