الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية العبادية @ 1ـ الصلاة _ أهميتها وفضلها وخطر التهاون فيها


معلومات
تاريخ الإضافة: 8/9/1427
عدد القراء: 136215
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

الخطبة الأولى:

الحمد لله جعل الصلاةَ عمادَ الدين, وبرهانَ صدق الإيمان, ونورَ المؤمنِ في الدنيا والآخرة, أحمده وأستعينه وأستغفره, وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون.    أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:

) إِنّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا( ، ويقول: ) قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ(، ويقول : ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا(, ويقول أيضاً: ) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ (.

أيها الإخوة الكرام:إنَّ أمرَ الصلاة عظيم, وشأنها عند الله كبير, فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين, وعليها يقومُ بناءُ الإسلام الشامخ, فهي رافدُ الإيمان, وغذاءُ الروح, وصلة العبد بربه, وهي سَكَنُ المؤمن, وسلوةُ الحزين, وقرَّةُ عين الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام, الذي كان يقول لمؤذنه بلال رضي الله عنه: »أرحنا بها يا بلال«, ويقول: »وجُعلت قرةُ عيني في الصلاة«.

وجاء عنه عليه الصلاة والسلام في فضل الصلاة أنه قال: «الصلواتُ الخمس, والجمعةُ إلى الجمعة, كفارةٌ لما بينهن ما لم تُغْشَ الكبائر», وقال: «ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة, فيُحسِنُ وضوءَها, وخشوعَها, وركوعَها, إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب, ما لم تُؤت كبيرة, وذلك الدهر كلَّه».

والصلاة أيها الإخوة بابٌ مفتوحٌ إلى الجنة, وطريقٌ عظيم من طرق الجنة, فقد رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبدٍ يصلي الصلوات الخمس, ويصوم رمضان, ويُخرجُ الزكاة, ويجتنبُ الكبائرَ السبع, إلا فتِّحت له أبوابُ الجنة وقيل له أُدخل بسلام». وقال أيضاً: «من توضأ فأسبغ الوضوء, ثم مشى إلى صلاةٍ مكتوبة, فصلاها مع الإمام, غُفرَ له ذنْبُهُ».

أيها الناس: إن الذنوبَ عظيمة, والأخطاء جسيمـــة, والتقصير في جنب الله عز وجل قد رَكِبَنَا جميــعاً, والتفريــط في القيام بالواجبات لا يخفى. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في الصلاة ما يكفِّرُ ذلك, ويجبرُ النقصَ والتقصير, فقد رُوي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إن لله ملكاً ينادي عند كلِّ صلاة, يا بني آدم قوموا إلى نيرانِكُمُ التي أوقدتموها فأطفئوها», فكم من نيران المعاصي والآثام نوقد في كلِّ ساعة, وكم من نظرات الحرام نكتسبُ في كل لحظة, وكم من سماعٍ باطلٍ نلهو به في كل وقت, وكم من غيبةٍ ونميمة, وأكلٍ للأموال بالباطل نقترف في كل يوم. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه أصابَ من امرأةٍ قُبلة, فأنزل الله عز وجل: ) وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْـحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ (, فقال الرجل: «أليَ هذا؟ فقال: لجميع أمتي كلِّهم». فهذا فضل الله, وهذه رحمته, فأين المذنبون, وأين المقصِّرون, وأين الشاردون عن الله, أما آن لهم أن يعودوا إلى ربهم, ويرجون رحمته ويخافون عذابه, فإن عذابَهُ لا شك واقع, ما له من دافع.

مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرٍ, فقال : «من صاحب هذا القبر, فقالوا: فلان, فقال: ركعتان أحبُّ إلى هذا من بقية دنياكم». إن الإنسان لا يقدِّر فضل هذه العبادات, وهذه الركعات, حتى يُلقى في تلكَ الحفرةِ الضيقة, حين يتمنى إنْ كان عاصياً أنْ تاب وأناب, وإنْ كان مُحسناً أنْ زاد واستزاد.  ) حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْـمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْـرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَـرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (.

أيها المسلمون : لقد جاءت البشرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الصلاة في المساجد فقال عليه الصلاة والسلام: »بشِّر المشَّائين في الظُّلم إلى المساجد, بالنور التامِ يوم القيامة«. وقال أيضاً: »لن يلجَ النارَ أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس, وقبل غروبها« يعني الفجر والعصـر, وقال: «إذا توضأ فأحسن الوضــوء, ثم خرج إلى المسجــد, لا يُخرجه إلا الصلاة, لم يخطُ خطوةً إلا رُفعت له بها درجة, وحُطَّ عنه بها خطيئة, فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاهُ مالم يُحدث: اللهم صلِّ عليه, اللهم ارحمه, ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة«. وقال أيضاً: »من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله». هذا فضل من الله عظيم, وأجرٌ كبير, فكيف يسوغ لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر, أن يفرِّط في هذا الثواب العظيم, ولا يبالي بهذا الخير الكبير, ويستمر في عناده, وإهماله للصلاة, خاصة صلاة الجماعة التي حذَّر عليه الصلاة والسلام من التفريط فيها فقال: « والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمرَ بحطبٍ, فيُحتطب, ثم آمُرَ بالصلاة فيؤذَّنَ لها, ثم آمُرَ رجلاً فيؤُمَّ الناس, ثم أخالفَ إلى رجالٍ فأحرِّق عليهم بيوتَهُم ».

وقد رتَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأجر لكل عملٍ متعلق بالصلاة كالأذان, والوضوء , وبناء المساجد, وتطهيرها, فقال عليه الصلاة والسلام في فضل التأذين: « لو يعلمُ الناسُ ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف» .  وقال: « المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحِّط في دمه, يتمنى على الله بين الأذان والإقامة», وقال: « من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمداً عبده ورسولُهُ, رضيتُ بالله رباً , وبالإسلام ديناً, وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً: غَفَرَ الله له ذنبَهُ », وقال عليه الصلاة والسلام في فضل الوضوء: « إذا توضأ العبدُ المسلمُ أو المؤمن فغسلَ وجههُ خرجَ من وجههِ كلُّ خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء, أو مع آخر قطْر الماء, فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُ خطيئة كان بطشتها يداهُ مع الماء أو مع آخر قطْر الماء, فإذا غسل رجليه خرجت كلُ خطيئةٍ مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطْر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب, فإذا هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجَّدَه بالذي هو أهلُهُ, وفرَّغ قلبَهُ لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه«. أيها الإخوة: أي فضل أعظمُ من هذا, وأي ثواب أكبرُ من هذا, إنه فضلُ الله يؤتيه من يشاءُ من عباده.

ومن الأعمال اليسيرة التي رتَّب عليها الإسلام الأجرَ والثواب العظيم, قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحدٍ يتوضأُ فيسبغُ الوضوء, ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ».  وحول نظافة مكان الصلاة, وما رتَّب عليها الإسلام من الأجر والثواب, فقد رَوى ابن عباس رضي الله عنهما:» أن امرأةً كانت تلْقُطُ القذى من المسجد, فتوفيت, فلم يُؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها (أي لم يُخبر بدفنها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات لكم ميتٌ فآذنوني, وصلى عليها, وقال: إني رأيتها في الجنة بلقْطِ القذى من المسجد«؛ أي بسبب تنظيفها للمسجد.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, وأصلح الله منا ومنكم الظاهر والباطن, إنه جواد كريم, أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمــداً كثيراً مباركاً فيه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيِّدَنا محمداً عبده ورسولـه, ما من طريق خير إلا دلَّنا عليه, وما من طريق شر إلا حذرنا منه, فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فكما جاء الثواب لمن أقامَ الصلاة, وأدَّى حقَّها من وضوء وطهارة, وخشوع, فكذلك جاء التحذير من التهاون بها, أو إهمال أدائها على الوجه الذي شرعه الله عز وجل, فقال سبحانه وتعالى في وصف المنافقين: ) وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلاَّ قَلِيلاً (، وقال أيضاً: ) وَلاَ يَأْتُونَ الصَّــــلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَـــالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (،  وقال سبحانــه وتعالى: ) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (, وقال: ) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى(, وقـال أيضاً: ) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ(. وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الترهيبُ عن ترك الصلاة فقال: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر», وقال: « بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ».

وفي ليلة الإسراء والمعراج مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقومٍ تُرضخُ رؤوسُهم بالصخر, كلَّما رُضخت عادت كما كانت, فقال من هؤلاء يا جبريل: فقال: هؤلاء الذين تتثاقلُ رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة.

وقال عليه الصلاة والسلام: « من حافظَ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة, ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةًَ, وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف ».  نعوذ بالله من هذه الرفقة الخبيثة.

وقال عليه الصلاة والسلام: «خمسُ صلواتٍ كتبهن الله على العباد, فمن جاء بهن ولم يُضيعْ منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة , ومن لم يأتِ بهن فليس له عند الله عهدٌ, إن شاء عذَّبه,  وإن شاء أدخله الجنة ».

أيها الإخوة: إن المسلم ليعجبُ, ويدخلُهُ الاستغراب مما يُشاهده من إضاعةِ الصلاة, واتباع الشهوات. حتى أنك تجد الجمع الغفير من العمال والحرفيين إذا أُذِّن بالصلاة خرجوا من متاجرهم, وَوِرَشِهم وذهبوا إلى البيوت, أو جلسوا في الطرقات ينتظرون الفراغ من الصلاة, وكأنهم غيرُ مخاطبين بهذا النداء, وكأنهم ليسوا من المسلمين, حتى إن الرجلَ الصالحَ ليمرُّ بهم لا ينكر عليهم لكثرة عددهم, واتساع الخرقِ على الراقع.

وصنفٌ آخرُ من الناس لا يعرفون الصلاة إلا في يوم الجمعة, وآخرون لا يعرفون من صلاة الجماعة إلا صلاة الظهر والمغرب, وقد قال عليه الصلاة والسلام: « ليس صلاةٌ أثقلَ على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء, ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ».  وقال في شأن صلاة العصر على الخصوص: »من ترك صلاة العصر فقد حَبِطَ عملُهُ«. وقال: »الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وَتِرَ أهلَهُ وماله« , أي فكأنما فَقَدَ أهله وماله.  وهذا في حق من ضيَّعها مرة واحدة, فكيف بمن يُضيِّعُها كل يوم, فأي خسارة بعد هذه, وأي ضياع بعد هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يقول عليه الصلاة والسلام: « من صلى الصلوات لوقتها, وأسبغ لها وضوءَها, وأتمَّ لها قيامَها, وخشوعَها وركوعَها وسجودَها, خرجت وهي بيضاءُ مسفرة, تقول حفظك الله كما حفظتني, ومن صلاها لغير وقتها, ولم يُسـبغ وضوءَهــــا, ولم يُتمَّ لها خشوعَــهـا ولا ركوعَـــها, ولا سجودَها خرجت وهي سوداءُ مظلمة تقول ضيَّعكَ الله كما ضيَّعتني, حتى إذا كانت حيث شاء الله لُفَّتْ كما يُلفُّ الثوبُ الخَلِق, ثم ضُربَ بها وجهُهُ » , أي رُدت عليه صلاتُهُ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير الذي أرشدكم إلى الخير, ودلكم عليه,) إِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(, اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم ارض عن الصحابة والقرابة, والتابعين, ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, ودمر أعداء الدين. اللهم أصلح أحوالنا, واغفر ذنوبنا, وبلِّغنا فيما يُرضيك آمالنا, برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان, اللهم نجِّ المستضعفين من المسلمين, واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيراً. اللهم عليك بأعداء الدين من اليهود والنصارى والمنافقين, اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره, ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه إلى كل خير يا أكرم الأكرمين, ويا أرحم الراحمين.

اللهم وفق ولاة أمورنا إلى كل خير, واجعل اللهم ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع هداك طالباً رضاك يا رب العالمين.

عبــاد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشــاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يـــذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكـــبر والله يعلم ما تصنعون.