الصفحة الرئيسة @ الخطب المكتوبة @ التربية الروحية @ 15ـ فضل المدينة المنورة وآداب زيارتها


معلومات
تاريخ الإضافة: 12/9/1427
عدد القراء: 3915
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

·    لما ضاق الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم  وبالمسلمين في مكة: أذن المولى عزَّ وجلَّ بالهجرة إلى المدينة المنورة.

·          فظهر بهذه الهجرة المباركة للمدينة المنورة فضائل عظيمة لم تكن لتظهر لولا هذه الهجرة.

·    من فضل الله على هذه المدينة المباركة أن جعلها مأوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم  وللمؤمنين معه، وفَرَضَ الله على كل مؤمن في ذلك الوقت  الهجرة إليها في أول الأمر.

·    ولما كان المهاجرون يشتاقون إلى مكة : دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون المدينة مُحبَّبة إليهم كحال مكة فقال: » اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد «.

·    فكانت المدينة بعد ذلك أحبَّ البلاد إلى المؤمنين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم  إذا قدم من سفر فأبصر المدينة حرَّك راحلته لتسرع شوقاً إليها.

·    وقد رغَّب الرسـول صلى الله عليه وسلم  في سكناهـا، والموت فيها فكان يقول: » المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون « ، ويقول : » من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها «.

·    وحذر عليه الصلاة والسلام من يزهد فيها فقال: » لا يخرج أحدٌ من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله به خيراً منه «.

·    وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان فقال: » إن الإيمان ليأرِزُ إلى المدينة كما تأرِزُِ الحية إلى جحرها «.

·    وقد جعلها الله تعالى محفوظة بحفظه ، فلا يُسلَّط عليها الدجــال، ولا الظلمة، ولا الطاعون ؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: »على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال «،  ودعا على من يُخيفُ أهل المدينة فقال: » من أخاف أهل المدينة أخافه الله « ، وقال : » اللهم من أراد المدينة بسوء فأذبْه كما يذوب الملح في الماء « .

·    وقد دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالبركة حتى أصبحت البركة فيها ضعفي ما في مكة، وقال عليه الصلاة والسلام: » اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض ، وبارك لنا في مدِّنا وصاعنا « ،  كما جعل المولى في بعض ثمر المدينة شفاء كالعجوة، فقال عليه الصلاة والسلام: » إن في عجوة العالية شفاء« ، وقال : » من تصبَّح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌ ولا سحر «.

·    أيها المسلمون : في المدينة المسجد الذي أسس على التقوى ، الصلاة فيه بألف صلاة , وهو خاتم مساجد الأنبياء.

·          وفيه المنبر على تُرعة من تُرع الجنة.

·          وفيه الروضة الشريفة، روضة من رياض الجنة.

·          وفي المدينة مسجد قباء, الصلاة فيه بأجر عمرة.

·          فيها من الآثار الإسلامية كمسجد القبلتين ومسجد الإجابة.

·          وفيها جبل أحد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: »جبل يحبنا ونحبُّه«.

·          وفي المدينة البقيع الذي دفن فيه جمعٌ من الصحابة يبلغ العشرة آلاف، وفيها شهداء أحد.

·          ولو لم يكن فيها إلا بدن المصطفى عليه الصلاة والسلام لكفاها شرفاً.

·    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (.

^   ^   ^

·          أيها المسلمون : لقاصد المدينة آداب لابد من مراعاتها:

·          منها: إخلاص النية, فإن العمل يفتقر إلى النية الصالحة.

·    ومنها: اسـتحضار عظمتها ومعرفــة حرمتها ، فهي حرام مثل مكة لا صيد فيها ، ولا يُنزع شجرها ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: » إنها حرمٌ آمن «.

·    ومنها: الحرص على الطاعات ، وتجنب المعاصي والمنكرات مثل: تبرج النساء, مشاهدة البرامج القبيحة على التلفاز, التسكع في الشوارع, والخصام مع الناس.

·          ومنها : الحرص على الصلاة في المسجد النبوي لا سيما للرجال.

·          ومنها : الأدب في المسجد وعدم اللَّغو فيه.

·          ومنها : الصبر على الأذى فيها كالحر أو البرد ، وعدم الإساءة لأهلها.

·    ومنها : تجنُّب البدع والغلو عند زيارة القبر الشريف وأضرحة الصحابة ، كالتمسُّح بها، وإلصاق البدن بجدرانها ، ودعاء أهلها , مع استشعار عظيم المقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأدب عند قبره.

·          ومنها : الإكثار من الصلاة والسلام عليه ؛ فإن من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً.

·          ومنها : الحرص على الصلاة في مسجد قباء ، رغبة في عظيم الأجر والثواب ؛ فإن الصلاة فيه بأجر عمرة.

·    ومنها : الحرص على زيارة البقيع كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتسليم على أهله كما جاء في السنة.

·          ومنها : دوام الشوق إليها دون ملل ، وتمني السكنى فيها والدعاء بذلك.