بصمات المعلمين

مقال شهر ربيع الآخر 1439هـ

بصمات المعلمين

        بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وأزواجه أجمعين ، أما بعد .. فعلى الرغم ممَّا مُنيت به شخصيَّة المعلم المعاصر ، من الاختلال والضعف والتراجع ، لا سيما في دول العالم الثالث ، التي تُعاني قوائم طويلة من أنواع القصور والتخلُّف والتعثُّر ، التي شملت جميع شؤون الحياة ، بما في ذلك قطاعات التعليم ، وما يلحق بها من المناهج الدراسيَّة ، والتجهيزات الفنيَّة ، والمُنشآت المدرسيَّة ، وما يتبعها من الإدارات التعليميَّة ، والميزانيَّات الماليَّة ، والأجهزة الرقابيَّة ، إضافة إلى الأنشطة التقويميَّة ، والخطط التطويريَّة ، والبرامج التجويديَّة ، ممَّا اجتمع بثقله على كاهل المعلم المعاصر ، الذي لم يعد يُطيق وحده حمل أعباء التخلُّف الحضاريِّ المُتراكم ، عبر عقود متطاولة ومتتابعة من عصور الانحطاط والتراجع ، التي عجزت عن حملها قطاعات المجتمع ومؤسساته مُجْتمعة ، حتى انهارت أمام حجم تكاليفها ، وعظيم أعبائها ومتطلَّباتها ، ثم أمام هذا الخضم الهائل من تكاليف النهضة ، ومشاقِّها المُضنية والعسيرة : تُرشِّح الأمة المعلم - بكلِّ ضعفه وهوانه وهزائمه - ليتحمَّل وحده أعباء هذه النهضة الحضاريَّة المنْشودة !! فتُعقد على عطائه المحدود : الأمانيُّ الحالمة ، وتُبنى على جهوده القاصرة خطط التنمية القادمة ، بكلِّ ما تتبنَّاه من الآمال والمطالب والأهداف ، باعتباره المسئول الأول عن تربية إنسان النهضة والتقدُّم .  

           وفوق هذا تُوكل إليه مهمَّة تفكيك منظومة التلاحم الظالم بين غالب مؤسسات المجتمع ، التي تكالبت عليه ، واجتمعت مُتَّحدة ضدَّه ؛ تقوِّض أركانه ، وتهدم بنيانه ، وتُعفي آثاره ، فعليه أن يدفع كلَّ هذا بنفسه ، وواجبٌ عليه – إضافة إلى ذلك - أن يحلَّ للتلاميذ : كلَّ تناقضات الحياة الاجتماعيَّة السائدة ، التي لم تعد مستورة عن صغير ولا كبير ، فهو مرجع المجتمع الوحيد لمهمَّة صناعة الإنسان الصالح ، بعد أن اتفق الجميع على تركها له ، فمهمَّته – المُوكلة إليه - أكبر من مهمَّات مؤسسات المجتمع كلِّها ؛ إذ على عاتقه يقوم بناء شخصيَّة الإنسان الشاملة لجوانبه : الإيمانية ، والتعبُّدية ، والروحيَّة ، والأخلاقيَّة ، والاجتماعيَّة ، والعقليَّة ، والأسرية ، والنفسيَّة ، والجسميَّة ، بحيث يتحوَّل المعلم إلى مجتمع ، فتتلخَّص جميع مهمَّات مؤسسات المجتمع المُتقاعسة في شخص المعلم الضعيف ، ثم تنسلُّ هذه المؤسسات من مهامِّها التربوية والتوعويَّة ، لينبري المعلم وحده يُعالج كلَّ جوانب الشخصيَّة المُتهالكة ، رغم قصوره الذاتي في نفسه من جهة ، وعجز مؤسسته التربويَّة في نفسها من جهة أخرى .

           ولو تأمَّل البصير في المؤسسة الإعلامية وحدها ، التي يُوكل إلى المعلم حلُّ لغزها المستعصي ، ومواجهة آثارها المُدمِّرة ، والتي ما زالت المنافس الأشرس لجهود المؤسسات التعليمية في جميع الأوطان المعاصرة ؛ فإنه لا بدَّ أن يصل إلى نتيجة مفادها : معضلة بلا حلٍّ .

            ولئن كان من عرف الباحثين النجباء : أن لكلِّ مشكلة حلاً ؛ فإن المسألة الإعلاميَّة بقيت مشكلة بلا حلٍّ ، فما زالت المؤسسات التربوية - على مدار عقود من المحاولات والجهود - تستجدي المؤسسات الإعلامية ، مُسترحمة إيَّاها للتخفيف من جرعات السوء ، التي تقوِّض بسرعة البناء التربويِّ البطيء في طبيعة مسيره ، وما زال صدى صياحها وعويلها في وجه المؤسسات الإعلاميَّة : يخفُت ويضعُف شيئاً فشيئاً ، حتى انتهى إلى القبول بالأمر الواقع ، والعمل على خطَّة التعايش بين المُتناقضات ؛ بين من يبني بأظافر مُقلَّمة ، وبين من يهدم بمعاول من حديد .

            وبهذا المثال يُفهم حجم المسئوليَّة التربويَّة ، فهذه واحدةٌ من المهام الصعبة العسيرة ، التي يُطالب المعلم ومؤسسته التربوية بإنجازها بكفاءة واقْتدار ، فكيف إذا اجتمعت عليه أزمات : الاختلال الأسري ، والفساد الاجتماعي ، والاضطراب النفسي ، والتراجع الاقتصادي ، والغزو الفكري ، إلى غيرها من قضايا الأمة الشائكة ، التي تفتقر جميعها – بالضرورة – إلى المعالجات التربويَّة المتفوِّقة والمُتقنة ، في عصر لم تعد فيه للمسلمين يدٌ في عمل شيءٍ ذي بال ، إلا أن يكون تقليداً زائفاً ، لا يُطابق الأصل ولا يُقاربه ، إلا في يسيرٍ من الشأن ، الذي لا يُقدِّم ولا يُؤخِّر .  

         ولئن كانت كثيرٌ من الدول المُتقدِّمة في سلك التعليم ، ومرافقه ، وبرامجه ، وإداراته : تُعوِّل كثيراً على المعلم في نهضتها العلميَّة ، وتعتمد عليه باعتباره أسَّ العمليَّة التعليميَّة ، والأصل في بناء شخصيَّة الطالب ، والأداة الفاعلة في تكوين اتجاهاته العلميَّة ، والأقدر تربويًّا على استثمار ميوله ومواهبه العقليَّة ؛ فإن هذا الاعتماد على المعلم لم يأتِ من فراغ حضاريٍّ ، أو آمال طائرة حالمة ، أو خطط تنمويَّة عابثة ، وإنما هو ثمرةٌ طبيعيَّة لجهود التنمية الصادقة في قطاعات التعليم عامَّة ، في بناء شخصيَّة المُعلم خاصَّة ، إضافة إلى تعاون جمعٍ من مؤسسات المجتمع الرسميَّة والأهليَّة ، فمن خلال جهود كثيرة موجَّهة ومُقنَّنة ، وعزيمة صادقة ماضية ، وإعمالٍ موفَّقٍ للسنن الاجتماعيَّة : نال من نال منهم ثمار جهود عقودٍ من العطاء السخيِّ ، الذي شمل : الوقت ، والفكر ، والمال .

         ولئن لحق مؤسساتهم التربويَّة شيءٌ من المعاناة ، قريباً ممَّا لحق غيرهم في العالم الثالث ، فأنهم – مع ذلك - كانوا أقْدر على مواجهة التحدي التربوي ، وأكثر عطاءً علميًّا لمقاومته ، وأفضل أداءً تربويًّا في التعامل معه ، إضافة إلى الفارق الثقافي الجوهريِّ ؛ بين من يدين بقائمة من الفروض العقديَّة والعمليَّة ، وأخرى من المُحرَّمات الخلقيَّة والسلوكيَّة ، فلا يكون الواحد منهم مسلماً حقًّا إلا بها ، ومع ذلك تتسع في واقعهم دوائر التفريط ، فتختلُّ – بناء عليه - مُخرجات التعليم ، وبين من له دينٌ لا يكاد يلْتزم تجاهه بشيءٍ ، وإنما حدُّه ما يفرضه عليه القانون ، ومع ذلك يُكافح لنجاح مشروعه التربوي .

         وما كان لأحدٍ – في عُرْف الحياة الإنسانيَّة - أن يبلغ مراده دون تكْلفة يُؤدِّيها ، وعطاءٍ يُقدِّمه ، ومُعاناة يتجرَّعها ، فكيف بنهضة الأمم ، ووثوب الشعوب ، وقيام الحضارات ، فهذه أعظم كُلْفةً وبذلاً ، وأشدُّ قسوةً ومعاناة ، وأبلغُ في استهلاك الطاقات الفرديَّة والجماعيَّة ، وأمضى في استنْزاف الإمكانات والموارد الاقتصاديَّة ، وهي - بكلِّ حال - جديرةٌ بما يُبذل لها ، وحقيقةٌ بما يُنفق فيها ؛ من الوقت ، والجهد ، والمال .

         بل لو تطلَّبت النهضة مُهج طائفة من نخب المجتمع وقياداته : لم يكن ذلك كثيراً ، في سبيل الانعتاق من ربْقة الثالوث المُدمِّر : المرض ، والفقر ، والجهل ، الذي كان وما زال ينْخر كيانات المجتمعات الإسلاميَّة ، ويحصرها ضمن التعثرات المزمنة لدول العالم الثالث ، التي تعيش آثار إخفاقاتها المُتكرِّرة والشاملة ، وتحيا حبيسة تآمر أعدائها ومكرهم ، وتقْبع في أسر التكتُّلات الاقتصاديَّة والماليَّة الكبرى ، وما يتبعها من شرائط مجموعة البنوك الدوليَّة ، وصناديق الدعم المالي ، التي ما فتئت تُكبِّل الدول النامية : بالقيود والآصار المُرهقة ، التي تعُوق سبل نهضتها ، أكثر ممَّا يُزْعم من دعمها ؛ إذ لا مصلحة للدول الكبرى المُتنفِّذة ، في بلوغ الدول النامية الاكتفاء الذاتي ، الذي يُغْنيها – بإذن الله تعالى – عن التسوُّل الدولي ، ويسمح لها بخوض غمار التنافس الحر : المحليِّ والعالمي ، ويأذن لها بالمشاركة الفعَّالة ، في البناء الحضاري لثقافات أممها ، ومن ثمَّ تدخل – بعد حين - ضمن بُناة الحضارة الإنسانيَّة ، فتُسْهم في مسيرها التاريخي ، كغيرها من الأمم السابقة والمعاصرة ؛ فإن بناء الحضارة الإنسانيَّة ليس حكْراً على جنس من الناس ، أو طائفة من الشعوب ، أو دولة من الدول ، كما أنه ليس عصراً ماضياً من العصور ، ولا زمناً سابقاً من الأزمنة ، وإنما هو إسهامٌ بشريٌّ نافعٌ وشاملٌ ، سواءً كان كبيراً أو صغيراً ، قديماً أو حديثاً ، ممَّا يستحقُّ أن ينْدرج ضمن مسيرة الإنسان الحضاريَّة ، فلا يُستثنى من إسهامات الأمم السابقة والمعاصرة واللاحقة : إلا ما كان فساداً في ذاته ، أو كان سبيلاً إلى الفساد ؛ فإن الله تعالى لا يُحبُّ الفساد ولا المُفسدين .

          وليس في الأرض قوَّة ظالمة ، أو حاسدة ، أو طامعة : تستطيع أن تمحوَ أثر معرفة صالحة ، مِن أنْ تنضمَّ إلى سجلات الحضارة الإنسانيَّة ، فكلُّ مُنْتج طيِّب - معنويٍّ أو ماديٍّ - فهو هناك محفوظٌ للبشريَّة ، ومُنْدرجٌ – بصورة ما - في المسيرة الإنسانيَّة الطويلة ، سواءً نُسب المُنْتج إلى أهله ، أو لم يُنسب إليهم ، فكم هم الذين سرقوا كثيراً من حقوق الشعوب الفكريَّة ونسبوها لأنفسهم ، ثم تلمَّسوا حمدَ الناس على ما لم يفعلوا ؟! كعادة الظلمة المُتنفِّذين في كلِّ زمان ، حين تفترق القوَّة عن الحقِّ ؛ فيقوم الحقُّ بلا قوَّة ، وتقوم القوَّة بلا حقٍّ .

          وهذا أقصى ما يُمكن أن يفعله المُبطلون مع طيِّبات الآخرين : العلميَّة والعمليَّة ، ومع ذلك فالطيِّب النافع باقٍ للبشريَّة للانتفاع والاستمتاع ، وأما ما لحق به من الزبد الأجْوف ، فنور النهار كفيلٌ بأفوله ؛ إذ لا بدَّ للحقوق الحضاريَّة أن تُردَّ - يوماً ما - إلى أهلها ، فلا يُحمد عليها إلا من كابد معاناة إنتاجها ، وعالج خطوات صناعتها ، ورافق نموَّها حتى النضج ، وبذل في ذلك ما اعتاد أن يبذله كلُّ مُبدعٍ موهوب ، فهذه طبيعة الأشياء ولو كرهها الحاسدون ، وهي كذلك دائماً ولو أنكرها الجاحدون .

          وهكذا هي سنن الحياة الاجتماعيَّة ، التي وضعها الله تعالى في خلقه ، لا تبخل على أحدٍ بعطائها الحضاريِّ ، إلا على من بخل على نفسه بعطائه الجهادي ؛ فإن من زرع حصد ، وإلا كيف لسنن الله تعالى أن تتبدَّل ، من أجل جيلٍ مسلم مُشوَّهٍ أخْدج ، لم يتمَّ له نموَّه الطبيعي بعد ، فلم يزلْ يُمنِّي نفسه بالخوارق المُعجزة ، التي تأخذه مُنبطحاً على وجهه نحو علياء سامقة ، فيبلغ الثريَّا بلا تعب ولا عناء ، في الوقت الذي علَّم الإسلام أتباعه النابهين : بسنَّة العدل الربَّاني في سعة العطاء الدنيوي ، لكلِّ من اجتهد وجاهد ونصب : ( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا ) (17/20) ، فهذا حقٌّ قضاه الله تعالى لكلِّ كفاح ، وسنَّةٌ ماضيةٌ سنَّها الله تعالى لكلِّ اجتهاد ، لا تتخلَّف عن أحد ، إلا بقدر تخلُّفه عن شروطها .

            ولئن كان خير السنَّة الربَّانيَّة أبرَك على المؤمن وأعظم ، حين يلتزم شرطها ، ويؤدِّي حقَّها ؛ فإن خيرها لا يمتنع عن الكافر لكفره ، حين يُؤدِّي - هو الآخر - شرْطها وحقَّها ، وإلا من يُفسِّر كلَّ هذه الإنجازات الحضاريَّة ، التي سجَّلتها أممٌ سابقةٌ ومعاصرةٌ ، لم تُوحِّد الله تعالى قطُّ ، فضلاً عن أن تعبده – سبحانه – حقَّ عبادته ، مع ذلك أنجزت في مجالات الحياة الدنيا ، ما عجز المسلمون المُعاصرون عن قليله ، فضلاً عن الحديث عن كثيره .

          والناظر - للوهلة الأولى – يجد في الواقع المشاهَد مصداق هذا الفهم : واضحاً بيِّناً ، لا يُنكره إلا مكابرٌ أرعن ، يروم الطيران بلا جناح ، ويقصد إلى البحر بلا شراع ، ثم يأمل – بعد ذلك - في الفوز والفلاح ، ويطلب من العقلاء تصديقه فيما يزعم ، ومسايرته فيما يخرص !! والله تعالى يقول عن سنَّته الماضية : (...فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) (35/43) .

           ومع اجتماع كلِّ هذه العناصر المُحْبطة ، التي تُحاصر مشاريع الأمة التربويَّة ومؤسساتها ، وتعُوق بلوغها أهدافها ومطالبها : يبقى المعلم المشفق الحصيف أملاً صادقاً وحيداً للأمة المنكوبة ، حين لم يبقَ لها – بعد الله تعالى - ما ترْكن إليه من عناصر النهضة إلا المعلم ، صاحب الرسالة التربوية ، الذي يعرف نفسه ، ويفهم رسالته ، ويُقدِّر حجم مسئوليَّته ، وهو فوق ذلك مُدركٌ قدر طاقته ، في مواجهة عناصر الإحباط ، فلا ينبري لما لا يقدر عليه ، ولا ينشغل بما لا طائل وراءه ، فما عجز عن إنجازه المجتمع بأكمله ، فالمعلم بشخصه أعجز عنه وأضعف ، وإنما تبقى له بصماته التربوية ، المُفعمة بالإيمان ، والمشْبعة بالحياة ، والمضيئة بالنور : يُودعها قلوب براعمه الناهضة ، فيستودعها هناك بتوقيعه لتبقى فلا تُمحى أبداً ، حتى تُؤتي ثمارها اليانعة ، وَفق قدر الله تعالى وتقديره ، فهؤلاء الناشئة من الجيل الجديد : هم عناصر النهضة ليوم ما ، فبصمات المعلم للختم حاضرةٌ على الدوام ، وأقلامه للتوقيع مُرافقة له دون انقطاع ، ما دام مُخلصاً لدينه ، ومُشفقاً على أمته ، فهو مؤمنٌ برسالته ، موقنٌ بمستقبلها ، يبثُّها بذوراً صالحة للنماء ، فيستودعها كلَّ قلب حيٍّ ، ثم يمضي في سبيله إلى الأمام ، فلا يقف مُرتاباً ولا مُتشكِّكاً في جناها ، فإن ثمارها قادمةٌ لا محالة .

          وهكذا المعلم الناصح ، لا يلتفت إلى عوائق الطريق ، ولا ينتظر قوافل المتأخِّرين ، ولا يبالي بطابور المُثبِّطين ، فهو يعلم تماماً ما يفعل ؛ يزرع ثم ينتظر الحصاد ، فلا يبدِّد طاقاته النفسيَّة والعلميَّة في بُنيَّات الطريق ، ولا يستهلك نفسه في مواجهة جملة عناصر الإحباط ، ولا يهتمُّ لتهاويل القوم وتخاويفهم ، ولا لدعاياتهم وتزويرهم ، فتكاليف النهضة غاليةٌ الأثمان بطبيعتها ، وإنما الرخْص في غيرها .