الصفحة الرئيسة @ الإستشارات @ @ المبادئ والقيم بين اللأصالة والتجديد


معلومات
تاريخ الإضافة: 12/3/1431
عدد القراء: 1377
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق
 المبادئ والقيم بين اللأصالة والتجديد
 الاسم: ابوالبراء . . هاني دومان
 الدولة: السعوديّة
استاذي الفاضل . . . السلام عليكم
تحية طيبة مباركة . . وبعد :
أرغب أن أضع بين يدي سعادتكم مقولة تتردد على مسامعنا بين الفينة والاخرة بسبب موجة الانفجار المعرفي الذي أصبح لاضابط له ! ! إن المبادئ والقيم هي متجددة في كل عصر وفي كل مصر حسب طبيعة المرحلة الآنية ، ممايفتح لنا باباً ليس له أول من آخر، في استنساخ كثير من التجارب التربوية والفكرية الوافدة إلينا من مجتمعات خارجية ، وإنه لابأس من تقديم التنازلات أو بمعنى آخر فقه التيسير لا التشديد ، في مقابل استيعاب أكبر شريحة من الشباب الغارق في مستنقع الرزيلة ولاحول والاقوة الا بالله . . نرجو ان نسمع توجيهكم الكريم

 رد المشرف
بسم الله
الأصل أن المبادئ والقيم الإسلامية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل مهما طال بها الزمان ، وتنوعت الظروف ، وهذا من مميزاتها التي تنفرد بها عن القيم الوضعية ، التي يصطلح عليها أهلها ، ويجددونها متى يحلو لهم ، على نمط البرغماتيين الانتهازيين.
إلا أن الوسائل لبلوغ هذه المبادئ ، ونشرها وتفعيلها ، وتسويقها بين الشباب وعموم الناس : يخضع للأحوال والظروف والمتغيرات ، على أن تكون الوسائل مشروعة ؛ فإن للوسائل حكم المقاصد ، فالمقصد المشروع لا بد له من وسيلة مشروعة .
ومع ذلك يبقى لضغط الواقع ، وطبيعة الظرف ما يلجئ إلى شيء من التنازل الاضطراري في تقديم بعض الأمور ، وتأخير بعضها ، والحديث عن أشياء ، وترك بعضها حسب المقام ، فهذا عذر للحريص على الخير ، المجتهد في الحق ، على أن يبقى في الذهن - بصورة دائمة وخالدة - المثالية الإسلامية ، والعزيمة الإيمانية ، تبقى ماثلة في النفس ، لا تزحزحها الوقائع ولا الأحداث ولا الظروف ، وكلما سنحت الفرصة للتمكين لها عمل الداعية على ذلك ، في نفسه وفي غيره .
وإنما الإثم والخطيئة تكمن فيمن يبدل المثالية ، ويهون من شأنها ، وأرذل منه من يلغيها ، ويعتبرها ضرباً من التطرف والغلو ، ولك أن تتأمل المثالية التي وجهنا إليها ربنا : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .. ) ، فمن تراه يستطيع أن يماثل هذه المثالية ، أو أن يقترب منها كثيراً ؟ هذا بعيد ، وإنما المراد أن تبقى المثالية السامقة حية في قلوبنا ، وأمام أعيننا ، حتى وإن يئسنا من بلوغها .
والله الموفق