31- علاقة الحجاب بشخصية المرأة المسلمة

31- علاقة الحجاب بشخصية المرأة المسلمة

يظنُّ بعضهم أن حجاب المرأة الشرعي لا تأثير له في سلوكها؛ بمعنى أن وجود الحجاب وعدمه لا يعني للمرأة شيئاً، وهذا لا شك خطأ بيِّن؛ فإن سلوك الإنسان الخارجي لا بد أن يؤثر قسم منه في نفسه، فتبرج المرأة لا بد أن يمسَّ عقلها وفكرها، وأقل ما يحدثه أن يُذلَّ كبرياءها فتصبح مملوكة للتَّأنُّق والتصنع؛ فالمرأة لا يمكن أن تخرج عن آداب اللباس الشرعي، الذي أوجبه الله عليها " إلا وهي قد تغيَّر فهمها للفضائل، فتغيَّرت بذلك فضائلها"؛ فقد دلَّ البحث الميداني على أن هناك اختلافاً بيِّناً في التزام القيم بين الفتيات المتحجبات والأخريات المتبرجات، حيث فاق المحجبات غيرهن في الالتزام بالأخلاق الحميدة والآداب العامة، مما يدل على ارتباط سلوك الفتاة الظاهر بمكنون ونوع أخلاقها الباطنة.

إن التزام المرأة المسلمة بالحجاب الشرعي يحقق لها على الأقل فائدتين: الأولى: أنه انسجام مع المتطلب الشرعي الذي فرضه الله على النساء، والثانية: أنه صورة من صور التحرر من نموذج المرأة الغربية، الذي فُرض على المرأة المسلمة، إلى جانب أن الشباب من الجنسين يفضلون الفتاة المحجَّبة، حيث يُفضِّلها الشاب للزواج، وتفضِّلها الزميلة للصداقة، ومازال المجتمع الإسلامي حتى اليوم يحترم الحجاب، ويرغب في تعميمه على النساء، ويتَّجه – في العموم – نحوه بإيجابية كبيرة، رغم الحملات الحديثة المسعورة ضد الحجاب، ووصفه بالرجعية والهمجية، وربطه بجوانب تخلف المسلمين في هذا العصر، وما يسمى بالإرهاب.