الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 75- حقَّ المرأة في التعليم عن بعد


معلومات
تاريخ الإضافة: 23/12/1438
عدد القراء: 400
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

75- حقَّ المرأة في التعليم عن بعد

تسعى المجتمعات المعاصرة لتواجه مشكلة تزايد الطلب على التعليم في كل عصر بما يناسبها، وتضع الحلول العلمية والعملية لأصحاب الحاجات، ممن يتعذَّر عليهم القدوم إلى المؤسسات التعليمية، أو يصعب عليهم الجمع في وقت واحد وبكفاءة بين التعليم ومتطلبات العمل أو الأسرة، فنظام الانتساب – مثلاً– وضع حين وضع لاستيعاب الأعداد المتنامية من الطلاب والطالبات ، حين ضاقت بهم المؤسسات التعليمية , ونظام التعليم بالمراسلة وضع هو الآخر لمراعاة بعد المسافات بين المتعلمين والمؤسسات التعليمية، ونظام الجامعة المفتوحة , الذي وضع أيضاً لتحقيق تعليم عالٍ لمن يعجزون عن الوصول إلى الجامعات التقليدية، بسبب الحرب، أو الاحتلال، أو العجز، أو الانشغال، فالمجتمعات المعاصرة تواجه مشكلاتها التعليمية بما يناسبها من الحلول العلمية والعملية .

والمرأة المسلمة المعاصرة، المتطلعة إلى المعرفة العلمية، تعيش صراع الأدوار بين متطلبات الأسرة والأبناء، وبين الحضور إلى المؤسسات التعليمية، كما تعيش تنازع الرغبات بين الزواج المبكر، وتكوين الأسرة، وإنجاب الأطفال، وبين إكمال التعليم وعدم الانقطاع، إضافة إلى جمع كبير من النساء اللاتي فاتهن الانتظام في التعليم منذ الطفولة، وجمع آخر من النساء الريفيات الكثيرات اللاتي يفتقرن إلى مبادئ المعرفة، فلا يجدنها في مناطقهن النائية ؛ لاسيما وأن أعداداً كبيرة جداً من النساء لا يزلن يعشن في الأرياف , كل هؤلاء النسوة وغيرهن من المحتاجات إلى التعليم يفتقرن إلى قناعة اجتماعية كافية للبدء بالفعل بتعليم مبتكر يجمع لهن بين المعرفة العلمية بكفاءة، وبين تحقيق مصالحهن الاجتماعية والأسرية دون حرج .

ويأتي التعليم عن بعد، من خلال شبكات الاتصالات، واستخدام التليفزيون التعليمي ليحل هذه الأزمة بطريقة علمية مبتكرة، تتحقق من خلالها الأهداف العلمية المنشودة، مع الإبقاء على طبيعة حياة المرأة ومسؤولياتها الاجتماعية والأسرية دون إرباك يخلُّ بمهامها المنوطة بها .

ولئن كان الاتفاق قائماً على أحقية النساء في التعلم واكتساب المعرفة، إلا أن صيغ إيصال المعرفة إليهن تبقى خلافاً يحتاج إلى حل، في عصر أخذت فيه جدران الجامعات والمدارس التقليدية تضيق عن استيعاب الطالبات، فضلاً عن الأمهات والكبيرات، ممن تجاوزن سن التعليم النظامية، ضمن ما يُسمى بمحو الأمية وتعليم الكبار، إضافة إلى النساء المحرومات من التعليم في الأرياف, في وقت أخذت فيه أنظمة التعليم التقليدية تتعارض مع حاجات النساء الاجتماعية مثل: الزواج، ورعاية الأطفال، وخدمة الأسرة، والتوفيق بين العمل المؤسسي والدراسة النظامية، مما أكَّد ضرورة الأخذ بالمبتكرات العلمية الحديثة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتقدمات للتعليم العام والعالي، بحيث تصل إليهن المعرفة بكل فعالياتها إلى بيوتهن أياً كانت، في المدينة أو الريف، ضمن مفهوم : " التعليم عن بعد "، من خلال استخدام التليفزيون التعليمي، الذي ينقل بأمانة الصورة الحية مع الصوت .

إن التعليم المنزلي من خلال وسائل الاتصال قد أخذ مكانه في العملية التعليمية على مستوى العالم، وأصبح ظاهرة نامية مستمرة، تنتشر في كثير من الدول المتقدمة مثل : اليابان وكندا، حتى إن ما بين (3 – 4 %) من إجمالي الطلبة في الولايات المتحدة الأمريكية يدرسون في منازلهم, حيث ساعدت شبكات الإنترنت على تحقيق ذلك بكفاءة عالية، تصل إلى حدِّ تمكين الفتاة من داخل منزلها – أياً كان – أن تدخل عن طريق الشبكة العنكبوتية إلى المعرفة العلمية، حتى إنها لتدخل دون حرج إلى عمق المكتبة العلمية، فتتصفَّح ما فيها، وتنقل المعلومات دون أن تتكلَّف الحضور، ومباشرة الكتب.

إن الإناث في هذا العصر يمثِّلن – تقريباً – نصف الدارسين في المدارس والجامعات، حتى إن (50%) من طلبة الجامعات الأردنية، خلال عام 2004م من النساء, فنظام التعليم عن بعد سوف يحقق لهؤلاء النساء ، ولأجيال قادمة منهنَّ خدمة تعليمية صالحة، تحقق لهن تعليماً كافياً، دون صراع اجتماعي أو أسري، وقد بشَّر أحد الباحثين الغربيين، هؤلاء النسوة ومن هم في حاجة إلى التعليم عن بعد : بأن البيوت سوف تكون في القرن الحادي والعشرين مصدراً من مصادر التعلُّم, إضافة إلى أن استخدامات الحاسب الآلي، والدخول على شبكات الإنترنت أصبح في هذا العصر أمراً ميسوراً ومنتشراً بين الناس، لاسيما عند الشباب، فلن يكون التدريب على استخدامات هذه الوسائل عائقاً في طريق التعلم.