الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 66- أهمية التعليم في تحقيق إنسانية الفتاة


معلومات
تاريخ الإضافة: 3/7/1432
عدد القراء: 1435
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن اكتساب المعرفة، وتحصيل العلم هدف من أهداف التربية الرئيسة، فإن الإنسان لا يكون إنساناً إلا بالمعرفة، والتربية هي الوسيلة الوحيدة التي يملكها الإنسان لتحقيق نضجه، ورفع مستواه الفردي والاجتماعي، ومن ثمَّ كانت ضرورة لازمة للحياة، وعنصراً مهماً في كيان الفرد والمجتمع ؛ بل إن العقل في حدِّ ذاته لا يعدو أن يكون مجموعة من العلوم الضرورية ؛ فحرمان الفرد من التعلم، وامتلاك المعرفة هو في الحقيقة حرمان من الإنسانية التي كرَّمه الله تعالى بها، وخصَّ بها الكائن البشري .

والفتاة باعتبارها أنثى هي أحد شطري الإنسان المفتقر إلى المعرفة، والمتطلع إليها، فهي تُولد كما يُولد كل إنســـان مزوداً بكفاية وراثية تؤهله للانطبــاع والتَّـعلُّم من البيئة الخارجية  ، فلا فرق بين الجنسين في مبدأ القدرة على التَّعلُّم، والادِّعاء الكاذب على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال :  " عقولهن في فروجهن " لا أصل له، واتهام عقول الإناث بكره التَّعلُّم يشبه اتهام أعضاء الجهاز الهضمي بكره الطعام، والنفرة منه .

إن واجب كل تمدن صالح أن يُعنى بالنساء عنايته بالرجال في إيتائهن فرص الترقي والتقدم وفقاً لمواهبهن، وكفاءاتهن الفطرية، فيحليهن بالعلم والتربية العالية ، فيراعي ذلك منهن ابتداءً من مرحلة الطفولة، فلا يُتركن للنمو الفطري كما تنمو صغار الحيوانات والأشجار؛ بل تُستغل كل فرصة سانحة لديهن في التحصيل المعرفي والعلمي النافع، فقد بُدىء بتلقين العالمة الكاتبة فخر النساء شُهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج الدينوري في بيتها، وهي ابنة ثماني سنوات، وأعجب منها أم عبد الله شرف خاتون بنت الشجاع العســقلاني (ت 734هـ) فقد بُدىء بتلقينها العلم في السنة الثانية من عمرها .

وفي هذا العصر أصبح التعليم للجميع ضرورة عصرية، وحاجة الفرد – ذكراً كان أو أنثى – للمعرفة هي اليوم أشد ما تكون من أي وقت مضى , يقول المفسِّر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة, ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها, وكيفية تلقيها العلم " , فالمشكلة ليست في مبدأ التعليم وإنما في نوع المعرفة المقدَّمة إليهن, وأسلوب تقديمها.