الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية الجنسية @ 9- الوسائل الفطرية للكف عن الاختلاط


معلومات
تاريخ الإضافة: 3/7/1432
عدد القراء: 1263
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

تحتل العلاقة بين الجنسين مساحة كبيرة في حياة المجتمعات وتفاعلاتها الفكرية والسلوكية، فما تزال العلاقة بينهما تقوم على الإثارة، التي تبعثها الغريزة الجنسية، وتدفعها إلى التزاوج، ومن ثمَّ التناسل، وذلك بهدف بقاء النوع واستمرار الحياة، إلا أن الغريزة الجنسية قد لا تهتدي دائماً إلى أهدافها الصحيحة بغير الإرشاد الشرعي، فقد تضل في دروب الفساد الخلقي، فيكون من نتائج ذلك اختلاط الأنساب، وانتشار الفواحش.

ولهذا جاءت الشرائع السماوية بصورة عامة ، والشريعة الإسلامية الخاتمة بصورة خاصة : بضرورة كفِّ المثيرات الجنسية خارج نطاق الزواج المشروع، فمنعت كل ما من شأنه إضلال الطاقة الجنسية عن اتجاهها الذي وجدت من أجله، فمنعت خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وحرمت على النساء التبرج بالزينة، وأمرت مقابل ذلك بالعفة، وغض البصر، والحجاب والستر.

ولما كان الاختلاط بين الجنسين هو الأساس في الإثارة الجنسية، جاءت الشريعة الإسلامية بالمنع منه إلا لحاجة لا بد منها، مع أخذ الاحتياطات الشرعية اللازمة لكفِّ الإثارة غير المرغوب فيها.

وتجدر الإشارة إلى أهم الوسائل الفطرية التي تعين المرأة في العموم، والفتاة على الخصوص لتحقيق مقصد التربية الإسلامية في المباعدة بين الجنسين قدر المستطاع؛ وذلك للمحافظة على أخلاق الجيل المسلم من الانهيار، والعمل على سلامة المجتمع من الانحرافات السلوكية.

والمقصود من الوسائل الفطرية هو ما جُبلت عليه الأنثى في تكوينها الطبيعي، مما يُعد حافزاً في ذاتها يدفعها نحو الخَفَر والحذر مما يضرها في ذاتها أو دينها.

ومن أعظم هذه الوسائل الفطرية التي يمكن أن تساعد على اعتياد الفصل بين الجنسين، وتجنب الاختلاط الاجتماعي المشين: وسيلتان: الأولى خاصة بالفتاة: وهي شعورها الفطري بالخوف على أنوثتها، وأنها موضوع اعتداء من الجنس الآخر، حيث يغلب هذا الإحساس على كيانها وسلوكها : فتنزع نحو التحفُّظ والاحتواء للمحافظة على ذاتها.

والوسيلة الفطرية الثانية خاصة بالأولياء: وهي ما يحصل من النفور التلقائي بين الجنسين قُبيل البلوغ؛ حيث يزيد اهتمام كل جنس بوسطه الخاص، وكأنه إعداد طبيعي للفصل بين الجنسين قبل أن يحل ثوران الميل بينهما بعد البلوغ، فإذا انضم إلى هاتين الوسيلتين الاطلاع على المفاسد الخلقية التي أحدثها الاختلاط بين الجنسين في البلاد التي شاع فيها؛ فإن قناعة المرأة، والفتاة على الخصوص بهذا الهدف السلوكي تكون أكبر، وممارستها له في واقع الحياة الاجتماعية تكون آكد، خاصة إذا أضيف إلى علم الفتاة: أن الاختلاط بين الأجانب من الجنسين ممنوع حتى عند انقطاع التكليف في جنات النعيم.