الصفحة الرئيسة @ المقالات التربوية @ التربية العقلية للفتاة @ 51- تنفير الفتاة من التقليد الأعمى


معلومات
تاريخ الإضافة: 3/7/1432
عدد القراء: 1167
خدمات
نسخة للطباعة     إرسال لصديق

إن من أهــداف تعليم الفتاة تنفيرهــا من مسلك التقليــد الذي لا برهان معه، إنما هو مجرَّد مسايرة اجتماعية لا تُبنى على أصل شرعي، أو منطق عقلي، كما قال الله – عز وجل – في وصف هذا الصنف من الناس :  وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ  ( البقرة : 171) ، فشبَّههم – سبحانه وتعالى – : بالبهائم التي تستجيب للأصوات الصادرة عن الراعي , فلا تدرك سوى خليط من تلك الأصـــوات، أما معنى تلك الأصوات، أو ما يُقصد إليه فأمر يفوق قدرتها ، فهم صمٌّ عن الفهم، بكمٌ عن قول الخير، عميٌ عن استبصار الهدى .

إن من أسوأ ما تنشأ عليه الفتاة المسلمة هو الانقياد للمعارف المقررة دون بصيرة، والاستسلام للآراء السائدة في المجتمع دون قناعة صحيحة، ودون تمحيص كافٍ، فهذا المسلك مع ما يحمله من الضلال الفكري، فإنه كفيل بأن يعطِّل عقلها عن الانطلاقة السليمة، ويعوق تفكيرها عن مقامات الإبداع والتفوق ؛ فإن الإبداع يتعارض مع التقليد الأعمى .

ومن هنا كانت أول دعائم التربية العقلية للفتاة المسلمة : تحريرها من التبعية العمياء، والحجْر العقلي، وذلك من خلال وسيلتين :

الأولى : طلب البرهان فيما يجب عليها اعتقاده والإيمان به، وفيما ينبغي لها أن تسلك ؛ بحيث لا تخطو خطوة إلا تعلم يقيناً موقعها من الخطأ والصواب، كما قال المولى – عز وجل –:  . . . قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ  ( النمل : 64 )، فلا تنطلق من مجرد دعوى الصواب بلا دليل .

الثانية : السعي في الحصول على المعرفة الصحيحة التي تحررها من الجهل، وتعصمها من تصور الأمور على غير حقيقتها، فإن حقيقة الجهل: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه ، وليس هو مجرد عدم المعرفة، وهذا لا يكون إلا بإعطاء البحث العلمي حقه من الدعم والتشجيع، وتأديب الفتاة المتعلمة بألا تتصور، ولا تعتقد في شيء إلا عن يقين تدعمه المعرفة الصحيحة .